لنفهم بعضنا البعض

لنفهم بعضنا البعض
  • اسم المؤلف بول تورنييه
  • الناشر زوى
  • التصنيف الزواج
  • كود الاستعارة 74/4

نبذة مختصرة عن الكتاب:


 


هل هذا كتاب عن قضية التواصل بين الزوجين؟ نعم. ولكن، هل هذا كتاب خاص بالزوجين؟ لا، وبكل تأكيد. فشخص عملاق كتورنييه لا يمكن أن يكتب ولا تستفيد منه البشرية أجمع. فهو بالرغم من أنه يخصص هذا الكتاب ليناقش فيه تفاصيل قضايا التفاهم والتواصل بين الزوجين، إلا أنه في ذات الوقت، وكعادته، إنما يطرح قضية غياب هذا الفهم، بصفة عامة، بين الكيانات الإنسانية في هذا العالم الساقط. فيقول:


 


"استمع فحسب إلى المحادثات التي تملأ عالمنا، ولسوف تجدها في معظم الأوقات حوارات بين أشخاص صُمٌ لا يسمعون."


 


 


 


كيف إذن يثق الإنسان في إنسان آخر مثله في هذا العالم الساقط حتى يفتح نفسه إليه ويقيم معه علاقة؟ وكيف يعبر الإنسان عن نفسه أمام شخص آخر وهو يدرك أنهما شخصان مختلفان في أشياء كثيرة؟


 


 


 


نعم "المشاركة العميقة متعبة، ونادرة للغاية"، كما يقول تورنييه، ولكنه أيضاً يقول أنه "لن يتمكن أي شخص من أن يعرف نفسه بحق .. إلا فقط أثناء الحوار، أو في لقائه مع أشخاص يسمعونه باهتمام محاولين جدياً أن يفهموه" (يا لها من معضلة إنسانية وُضِعنا بها بالسقوط!!)


 


 


 


الإنسان يحتاج للشجاعة إذن، كما يحتاج إلى الحب، لكي يستطيع أن يقاوم خوفه ويخرج للعلاقة الهامة مع الآخر. يحتاج المرء، أيضاً، أن يفهم ماضيه الشخصي، كما يحتاج أن يفهم اختلافه عن الآخر واختلاف الآخر عنه، لكي ما يتمكن من الإقدام على مغامرة التواصل.


 


 


 


هذه الاحتياجات جميعها يناقشها تورنييه بعمق، كعادته في الكتابة، في هذا الكتاب الصغير. ولذا فإني لا أستطيع أن أخفي إعجابي لاختيار الناشر مثل هذا الكتاب ليبدأ به عمله في مصر. ربما هو أفضل اختيار نحتاجه جميعنا الآن في هذا الزمان التعيس. وأنا أنصح بشدة كل فردٍ أي أن كان بقراءته.


 


 


 


حينما نقيس ما لدينا من علاقات إنسانية على ضوء هذا الكتاب قد نُصاب بالإحباط، لكننا بالتأكيد سوف نصاب بالشوق والتوق أيضاً.


 


 


 


 


 


 


 


 


من مقدمة الكتاب: مشير سمير