نبذة مختصرة عن الكتاب:
في مجتمع يسعى إلى الإنجاز والتقدم ينشئ في داخلنا عدة أسئلة عن حياتنا الروحية مثل إلى أي مدى أنا تقدمت؟ هل نضجت روحياً؟ متى أبلغ لحظة الاتحاد بالله ؟…
وفى هذا الكتاب يقول الأب هنرى نوين أن هناك ثلاث محاور تدور حياتنا حولها ويستطيع أي شخص يعيش بالروح أن يتعرف عليها وهى:
1- علاقتنا بأنفسنا وهى تتأرجح بين الوحدة والعزلة، فكل إنسان قد شعر بمرارة الوحدة ونحن نخاف ونرتعد عندما لا نجد أحد أو شئ يلهينا فلا الصداقة أو الحب أو الزواج باستطاعتهما أن تبعد عنا هذه الوحدة. لذلك بدلا من الهروب من وحدتنا علينا أن نحميها ونحولها إلى وحدة مثمرة . فالعزلة هي حركة من الحواس التي لا تهدأ إلى الروح الهادئ وهى لا تعنى الانفراد لكنها شئ داخلي، قدرة إنسانية تجعل الفرد متنبه لعالمه الداخلي، فهي لا تبعدك عن الناس بل تدخلك في اتجاه عميق بهم.
2- علاقتنا بالآخرين وهى تتأرجح بين العدائية والاستضافة، ففي الوقت الذي نمتلئ فيه بالنوايا الطيبة وفعل الخير نجدنا نشعر بالعدائية نحو الناس غير المعرفين لنا وحتى المقربين منا في عالم ملئ بالتنافس. فإذا شعرنا بخطوط عدوانيتنا المؤلمة يمكن أن نبدأ باستضافة الآخر في عالمنا استضافة بالمعنى الحقيقي، وهو ليس أن نغير الناس ليكونوا مثلنا بل أن نقدم لهم المجال حيث يكون بإمكانهم أن يتغيروا، أي تقديم الصداقة من دون إلزام والحرية من دون ترك.
3- علاقتنا بالله وهى تتأرجح بين الوهم والصلاة, الوهم بأننا أسياد مصائرنا وأننا خالدون بالرغم من أن أقوالنا لأنفسنا وللآخرين تقول غير ذلك، لكن أفعالنا واهتماماتنا وأحلامنا توحي لنا بأننا نبني لأنفسنا صوراً من الخلود. لكننا نسأل أنفسنا دائما هل العلاقة الحميمية مع الله ممكنة؟ لأننا بعد سنين طويلة من التدريب على الصلاة قد نجدنا أبعد ما نكون عن الله.
يقول توماس ميرتون: "إن اتحادي بالمسيح هو اتحاد سرى بحيث يصبح يسوع مصدر الحياة فيّ وأساسها … ويسوع بمنحه إياي روحه يتنفس إلهياً في." إذن الصلاة هي تنفس الله فينا ومن خلال ذلك نصبح جزء من الله ونولد فيه.
إن حياه يسوع توضح لنا أن الحياة الروحية لا تقبل الطرق الجانبية لتجنب العقبات والألم فبتجنب الوحدة والعدوانية والوهم لا نتوصل إلى الخلوة واستضافة الآخرين والصلاة. فالله دعانا أن نحمل صليبه ونتب