- اسم المؤلف هنري بولاد اليسوعي
- الناشر دار المشرق
- التصنيف فلسفة و منطق وإجتماع
- كود الاستعارة 33/ 15
أردت عزيزي القارئ أن أقتبس لك بعض من عبارات هذا الكتاب الرائع دون تعديل أو تصرف لتجول سريعاً بين أفكاره الثمينة التي تدل على عمق الكاتب وحكمته وخبرة سنوات من البحث والدراسة والتأمل حول قضية الإنسان وسر الزمن.
- هل تعرف ما هو الزمن؟
للإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نكون خارج الزمن لمعرفته فالمسافة والبُعد ضروريان لمعرفة الشيء وفهمه، والاختلاط الكلي والاندماج بالشيء يجعلان المعرفة به مستحيلة. لابد من المسافة لأجل المعرفة. وقيمة الزمن تتبع كماً وكيفاً القوة التي نعيش بها هذه الحياة فما معنى أن نعيش ثلاثين سنة أو ستين، هذا لا معنى له بتاتاً فالزمن يتناسب مع تركيز الحياة التي اختبرناها ومع نوعية الحياة التي نشعر بها. فمن الناس من لم يعيش من عمره البالغ تسعين سنة إلا ثلاث سنوات، لماذا؟
لأن حياته كانت فارغة وخاوية وغير مركزة ولا تمثل إلا بضع سنين.
والقدرة على عيش الوقت الحاضر بقوة مثمرة تجعل من هذه اللحظات خبرة تفوق بكثير حدودها الذاتية والزمنية. إن خطأ الذين يحسبون الزمن بطريقة رياضية هو أنهم ينسون أن كل لحظة فريدة من نوعها وأن اللحظات لا تحسب جملة. لو أنني عشت في لحظة محددة تجربة فريدة فإن مفهوم هذه الساعة يفوق مفهوم الستين دقيقة بكثير وتكتسب الساعة تركيز أو بُعد آخرين إذ أنني عشت فيها شيئاً لم اختبره قط في الساعات الثلاث الأخيرة.
أنت لست الشخص نفسه أنت تختلف اليوم عما كنت في البارحة وبذلك يختلف ما تقوم به من أعمال روتينية، فلو استطعت أن تعيش هذا التجدد اليومي لاستضاء كل شيء من الداخل وأتخذ وجهاً جديداً في كل يوم. فالمسألة هي مسألة روح وموقف باطني وشباب قلب.
هناك فكرة تنبع من دخول الأبدي في الزمني وأن كل لحظة تمر هي لحظة فريدة فالزمن لا يرجع إلى الوراء بل يمضي ولا يعود أبداً، أنه يهرب منا ولا يجدي الركض بالامساك به. كمثل رجل يجري وراء ظله عند مغيب الشمس فمهما ركض لا يلحق بظله أبداً. هذا هو حال من يجري وراء الزمن، ولا داعي للقلق والاضطراب فعدم رجوع الزمن للوراء ليس كارثة بل هو على العكس ما يعطي كل اختيار من اختياراتي جدية. أنه يجعل للعمل الذي أقوم به هنا والآن قيمة أبدية، أنه ما يضفي على وجودي قيمة ووزناً.
- وإذا كان الزمن لا يرجع للوراء فعليَّ أن لا أندب وأقول "يا لهول الوقت الذي ينقضي"، بل عليَّ أن أقبض عليه بشدة وأغوص فيه بكليتي لكي لا تهدر منه أي لحظة.
الزمن كنز يجب استغلاله ورأس مال يجب إدارته وثروة يجب استثمارها فماذا نفعل به؟ وماذا فعلنا به؟ إن عدم رجوع الزمن للوراء هو تحد علينا مواجهته.
- هناك حكمة في استراحة اليوم السابع وإذا جعل الله منها وصية فهذا يعني أنها أمر يدعونا إلى التفكير، ووصية الله إحدى وصايا الله العشر مكرسة ومخصصة لفن الراحة وقد نجد بين الراحة والصلاة علاقة وثيقة جداً فالراحة في ذاتها نوع من الصلاة وفي بعض الأحيان لا نعرف كيف نصلي لأننا لا نعرف كيف نستريح.
ولابد لنا من تخصيص وقت للحياة ووقت للحب ووقت للإصغاء ووقت للنمو والكبر كما أن الصداقة تتطلب وقتاً والحب يتطلب وقتاً وكثيراً ما يموت الحب لعدم وجود الوقت وتموت الصداقة لعدم وجود الوقت، وإذا أردنا أن نبني حياة زوجية ولم نكرس لها الوقت المطلوب تذبل الحياة وتموت.
فالزمن لا يحمي ما تم بدونه وأي تكوين أو تربية أو ثقافة تمت على عجل لا تجدي نفعاً.
لو عرفت أن تتأمل وتلاحظ وتدرك من ذا الذي يعطي نفسه وقتاً في أيامنا لكي يتأمل ويلاحظ ويدرك؟
من ذا الذي يعطي نفسه وقتاً لكي يشاهد؟
من ذا الذي يعطي نفسه وقتاً لكي يحلم؟
ويقال الشيء نفسه عن الله فنحن نحتاج إلى وقت لنعرفه ونكتشفه فالله لا يكشف عن ذاته للشخص المتعجل ولكي ندخل إلى سره نحتاج إلى وقت، كل الوقت.
والصلاة كالحب في حاجة إلى الزمن ولا يمكننا الصلاة إلا إذا وُجدنا في حضرة الله في حالة هدوء وسلام داخلي يحرراننا من فكرة الزمن، ولا أقصد هنا الزمن الموضوعي الذي يقاس بل الانطباع الشخصي بأن الوقت يمر وإنه ليس لدينا وقت.
والنوم كالصلاة استسلام علينا أن نفقد فيه مفهوم الوقت، وجميع النشاطات الحيوية تفترض نسيان الوقت.
في الزمن حكمة كبيرة ولأننا لم نجدها فإننا نعيش في اكتئاب وتوتر وعصبية ولو عشنا على نمط غير هذا الذي نعيشه لأنجزنا أعمالنا بسرعة أكبر، فلو حصلتم على هذا النمط الداخلي المرتاح نمط العطلة ستقومون بكل عمل وكأنكم في عطلة دائمة فأتذوق ما أقوم به فيفرحني ويريحني.
الفصل الأول: زمن، زمنان، عدة أزمنة (ما هو الزمن – الإنسان فوق الزمن – الزمن ونظام الحياة – الزمن واللحظة المعاشة – الزمن في عصرنا)
الفصل الثاني: عمق الحاضر(ما هو الحاضر – اللحظة الجديدة هي لحظة فريدة – التأمل والعمل – التربية على المشاهدة والاختبار – الحضور يغير العالم)
الفصل الثالث: الأبدية في مجرى الزمن (مشكلتنا مع الأبدية – الله شباب دائم – الزمن الخلاق – تأثير الأبدية في الزمن – العمل ومعناه الروحي – الرجاء المسيحي)
الفصل الرابع: حكمة الزمن (الأمير الصغير – زمن للتمتع بالحياة – وقت للإصغاء – وقت للنمو – زمن الصلاة – مشكلة الإنسان مع الزمن – حكمة الزمن – ليس لدي متسع من الوقت)
الفصل الخامس:الماضي لا يمضي (وضوح الذكرى مع الزمن – الذكرى ومعرفة الله – شهادة حياة استعراض الحياة – الذكريات والأبدية – الماضي لا يمضي)
الفصل السادس: فداء الزمن (الإرادة لا تكفي – الندم ووخز الضمير- نظر الله من أسباب الإلحاد – أفكار خاطئة عن الندامة – الاعتراف بالذنب – الصفح المسيحي – خطيئتي أمامي في كل حينً)
- هل تعرف ما هو الزمن؟
للإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نكون خارج الزمن لمعرفته فالمسافة والبُعد ضروريان لمعرفة الشيء وفهمه، والاختلاط الكلي والاندماج بالشيء يجعلان المعرفة به مستحيلة. لابد من المسافة لأجل المعرفة. وقيمة الزمن تتبع كماً وكيفاً القوة التي نعيش بها هذه الحياة فما معنى أن نعيش ثلاثين سنة أو ستين، هذا لا معنى له بتاتاً فالزمن يتناسب مع تركيز الحياة التي اختبرناها ومع نوعية الحياة التي نشعر بها. فمن الناس من لم يعيش من عمره البالغ تسعين سنة إلا ثلاث سنوات، لماذا؟
لأن حياته كانت فارغة وخاوية وغير مركزة ولا تمثل إلا بضع سنين.
والقدرة على عيش الوقت الحاضر بقوة مثمرة تجعل من هذه اللحظات خبرة تفوق بكثير حدودها الذاتية والزمنية. إن خطأ الذين يحسبون الزمن بطريقة رياضية هو أنهم ينسون أن كل لحظة فريدة من نوعها وأن اللحظات لا تحسب جملة. لو أنني عشت في لحظة محددة تجربة فريدة فإن مفهوم هذه الساعة يفوق مفهوم الستين دقيقة بكثير وتكتسب الساعة تركيز أو بُعد آخرين إذ أنني عشت فيها شيئاً لم اختبره قط في الساعات الثلاث الأخيرة.
أنت لست الشخص نفسه أنت تختلف اليوم عما كنت في البارحة وبذلك يختلف ما تقوم به من أعمال روتينية، فلو استطعت أن تعيش هذا التجدد اليومي لاستضاء كل شيء من الداخل وأتخذ وجهاً جديداً في كل يوم. فالمسألة هي مسألة روح وموقف باطني وشباب قلب.
هناك فكرة تنبع من دخول الأبدي في الزمني وأن كل لحظة تمر هي لحظة فريدة فالزمن لا يرجع إلى الوراء بل يمضي ولا يعود أبداً، أنه يهرب منا ولا يجدي الركض بالامساك به. كمثل رجل يجري وراء ظله عند مغيب الشمس فمهما ركض لا يلحق بظله أبداً. هذا هو حال من يجري وراء الزمن، ولا داعي للقلق والاضطراب فعدم رجوع الزمن للوراء ليس كارثة بل هو على العكس ما يعطي كل اختيار من اختياراتي جدية. أنه يجعل للعمل الذي أقوم به هنا والآن قيمة أبدية، أنه ما يضفي على وجودي قيمة ووزناً.
- وإذا كان الزمن لا يرجع للوراء فعليَّ أن لا أندب وأقول "يا لهول الوقت الذي ينقضي"، بل عليَّ أن أقبض عليه بشدة وأغوص فيه بكليتي لكي لا تهدر منه أي لحظة.
الزمن كنز يجب استغلاله ورأس مال يجب إدارته وثروة يجب استثمارها فماذا نفعل به؟ وماذا فعلنا به؟ إن عدم رجوع الزمن للوراء هو تحد علينا مواجهته.
- هناك حكمة في استراحة اليوم السابع وإذا جعل الله منها وصية فهذا يعني أنها أمر يدعونا إلى التفكير، ووصية الله إحدى وصايا الله العشر مكرسة ومخصصة لفن الراحة وقد نجد بين الراحة والصلاة علاقة وثيقة جداً فالراحة في ذاتها نوع من الصلاة وفي بعض الأحيان لا نعرف كيف نصلي لأننا لا نعرف كيف نستريح.
ولابد لنا من تخصيص وقت للحياة ووقت للحب ووقت للإصغاء ووقت للنمو والكبر كما أن الصداقة تتطلب وقتاً والحب يتطلب وقتاً وكثيراً ما يموت الحب لعدم وجود الوقت وتموت الصداقة لعدم وجود الوقت، وإذا أردنا أن نبني حياة زوجية ولم نكرس لها الوقت المطلوب تذبل الحياة وتموت.
فالزمن لا يحمي ما تم بدونه وأي تكوين أو تربية أو ثقافة تمت على عجل لا تجدي نفعاً.
لو عرفت أن تتأمل وتلاحظ وتدرك من ذا الذي يعطي نفسه وقتاً في أيامنا لكي يتأمل ويلاحظ ويدرك؟
من ذا الذي يعطي نفسه وقتاً لكي يشاهد؟
من ذا الذي يعطي نفسه وقتاً لكي يحلم؟
ويقال الشيء نفسه عن الله فنحن نحتاج إلى وقت لنعرفه ونكتشفه فالله لا يكشف عن ذاته للشخص المتعجل ولكي ندخل إلى سره نحتاج إلى وقت، كل الوقت.
والصلاة كالحب في حاجة إلى الزمن ولا يمكننا الصلاة إلا إذا وُجدنا في حضرة الله في حالة هدوء وسلام داخلي يحرراننا من فكرة الزمن، ولا أقصد هنا الزمن الموضوعي الذي يقاس بل الانطباع الشخصي بأن الوقت يمر وإنه ليس لدينا وقت.
والنوم كالصلاة استسلام علينا أن نفقد فيه مفهوم الوقت، وجميع النشاطات الحيوية تفترض نسيان الوقت.
في الزمن حكمة كبيرة ولأننا لم نجدها فإننا نعيش في اكتئاب وتوتر وعصبية ولو عشنا على نمط غير هذا الذي نعيشه لأنجزنا أعمالنا بسرعة أكبر، فلو حصلتم على هذا النمط الداخلي المرتاح نمط العطلة ستقومون بكل عمل وكأنكم في عطلة دائمة فأتذوق ما أقوم به فيفرحني ويريحني.
الفصل الأول: زمن، زمنان، عدة أزمنة (ما هو الزمن – الإنسان فوق الزمن – الزمن ونظام الحياة – الزمن واللحظة المعاشة – الزمن في عصرنا)
الفصل الثاني: عمق الحاضر(ما هو الحاضر – اللحظة الجديدة هي لحظة فريدة – التأمل والعمل – التربية على المشاهدة والاختبار – الحضور يغير العالم)
الفصل الثالث: الأبدية في مجرى الزمن (مشكلتنا مع الأبدية – الله شباب دائم – الزمن الخلاق – تأثير الأبدية في الزمن – العمل ومعناه الروحي – الرجاء المسيحي)
الفصل الرابع: حكمة الزمن (الأمير الصغير – زمن للتمتع بالحياة – وقت للإصغاء – وقت للنمو – زمن الصلاة – مشكلة الإنسان مع الزمن – حكمة الزمن – ليس لدي متسع من الوقت)
الفصل الخامس:الماضي لا يمضي (وضوح الذكرى مع الزمن – الذكرى ومعرفة الله – شهادة حياة استعراض الحياة – الذكريات والأبدية – الماضي لا يمضي)
الفصل السادس: فداء الزمن (الإرادة لا تكفي – الندم ووخز الضمير- نظر الله من أسباب الإلحاد – أفكار خاطئة عن الندامة – الاعتراف بالذنب – الصفح المسيحي – خطيئتي أمامي في كل حينً)