- اسم المؤلف ألبرت إيلليس
- الناشر الدار العربية للعلوم
- التصنيف مشورة وعلم نفس
- كود الاستعارة 92/ 2
بعد الإقبال على الكتاب الأول للدكتور ألبرت إيلليس (مؤسس العلاج العاطفي العقلاني Rational Emotive therapy، وهو المنهج الأكثر نجاحاً وفاعلية الآن) والذي نشرنا ملخصه الشهر قبل السابق (قام بزيارته 313 زائر حتى الآن)، نقدم لكم الآن كتابه الآخر المترجم إلى العربية، والذي كتبه أيضاً بلغة غير أكاديمية تناسب القارئ العامي.
إن الهدف الأساسي من هذا الكتاب أن يحدد لك ماهية ميولك الفطرية نحو التفاعل بطريقة بناءة وكيفية التعود على استخدامها للتغلب على السلبيات باستخدام تقنية العلاج المنطقي الانفعالي (أو العاطفي العقلاني، حسب الترجمة) للسلوك.
ملحوظة: يمكنك أن تجد شرح واضح ومفصل لفرضيات نظرية د. إيلليس في محاضرة "مبادئ التفكير السليم" وهي المحاضرة الأخيرة بمادة "كيف تنشأ وتتطور المشاكل النفسية"
تعتمد هذه النوعية من المعالجة أساساً على تحديد وتفنيد وإلغاء الأفكار الخاطئة والمطالب السلبية الصارمة التي قد تتحكم في ذهن الشخص وبالتالي تسبب له التعاسة. فيقول د. إيلليس أنك عندما تضايق نفسك أي عندما تكون لديك مشاعر أو تقوم بأفعال ليست في صالحك، تحول تفضيلاتك الجيدة إلى مطالب وواجبات فرضية غير منطقية. فعليك أن تحدد هذه التطلبات وتفندها وتحولها مجدداً إلى تفضيلات أو أفكار جديدة فعالة.
يمكنك أن تستخدم حجج عقلانية وعملية، مثلاً عند الأحوال التالية:
تفنيد الميل إلى تضخيم الأمور، كالآتي: (لماذا الأمر مرعب وفظيع؟ هل هو حقاً كذلك؟ أنا ارغب فعلاً في ...، لكن ما الذي يجعلني أفكر أنني أحتاج إلى ذلك بشدة؟)
تفنيد الشعور بالإحباط: (أين الدليل على أنني لا أستطيع أن أحتمل الظروف الصعبة أو المحبطة أو غير العادلة؟)
تفنيد انتقاد الذات والآخرين: (إذا لم أحقق النجاح المفترض مني تحقيقه، فمن أي ناحية اعتبر شخصاً غير جدير؟ وكيف يصبح الآخرون غير جديرين وسيئين لمجرد أنهم لا يعاملونني كما يجب؟ أين الدليل على أنه من غير المعقول أن أتعرض للرفض؟)
إن واقع المجتمع، يقول ألبرت إلليس، غالباً ما سيتعارض مع متطلباتك الصارمة. فعلى الصعيد الشخصي لن يكون بإمكانك أن تحقق النجاح دائماً فكم بالأحرى النجاح الكامل؟ إن الطبيعة البشرية المعرضة للأخطاء تحول دون ذلك. أما من جهة التوقع من الآخرين أن يحبوك ويهتموا بك وينفذوا مطالبك باستمرار، فانس الأمر.. لن يفعلوا! الواقع أنهم سيكونون منهمكين في تحقيق ذلك لأنفسهم. وبالنسبة لأن تتضافر الظروف لتعطيك ما أنت بحاجة إليه وقت ما تحتاج إليه فللأسف الواقع مختلف. العالم لا يفكر برغباتك الشخصية وليس لديه أي اهتمام شخصي بتحقيق مصالحك. الكون لا يكرهك أو يحبك بل فقط يواصل دورانه بلا اكتراث.
تذكر هذه النقطة المهمة: أنت (أسلوب تفكيرك في الأمور) المصدر الأساسي لتوترك وبالتالي المفتاح في يدك أنت لتعيش السعادة.
إذا كان موقفك (أسلوب تفكيرك) مجرد موقف تفضيلي أي أنك فقط تتمنى أو تفضل لو تحقق هدفك، فإن موقفك هذا سيشجعك على الاستمرارية في المحاولة أو البحث وبالتالي فمشاعرك قد تكون سلبية إنما مفيدة لأنها ستؤدي إلى أفعال بناءة. أما إذا كان موقفك (توجهك في التفكير) أن ما تريده بات مطلباً لا مفر منه، فإن المشاعر التي ستنتابك ستكون غير مفيدة وهدامة وستكون نتيجتها سلوكاً محبطاً.
إذاً، من أين تبدأ التغير، يقول د. إيلليس أن التغير يبدأ بأن تعتمد لنفس مواقف (اتجاهات في التفكير) بناءة، مثل:
الفكرة الأولى: بما أنني السبب في معظم الضيق الذي أعانيه، بيدي المفتاح لوضع حد له
الفكرة الثانية: أكيد أن بوسعي أن أقلل من الأفكار غير العقلانية التي تسبب مشاكل السلوك واضطراب المشاعر
الفكرة الثالثة: مع أنني معرض للخطأ والتأثر بالمضايقات إلا أن لدي القدرة على التفكير والشعور والتصرف بشكل مختلف وبالتالي التقليل من الضيق الذي أعانيه
الفكرة الرابعة: الاضطرابات النفسية تشمل أفكاراً ومشاعراً وأفعالاً بإمكاني تغييرها
الفكرة الخامسة: التخفيف من الضيق يتطلب جهداً متواصلاً
كما يضيف إيلليس المبادئ والاقتراحات التالية أيضاً، للمساعدة على إرادة التغير:
· يجب أن تدرك أن هناك دائماً حلولاً بديلة- للمشاكل- كل ما عليك هو البحث عن حلول بديلة ووسائل أخرى لإيجاد المتعة بدلاً من أن تستنتج بسرعة أن الأمر انتهى ولا فائدة من المحاولة.
· خذ الأمور على محمل الجد ولكن لا تبالغ. كل الأمور الجيدة ليست أمراً واجباً في حياتك بينما السيئة لا مكان لها في المطلق. ليست أبداً نهاية العالم.
· انتبه للتطلبات الصارمة وإصدار الأحكام والإفراط في التعميم وفرض الأمور على نفسك. إن اعتبار أموراً معينة ذات أهمية حيوية والالتزام بتحقيقها شيء عظيم لكن اعتبارها حتمية ومقدسة وضرورة لابد منها سيؤدي إلى القلق والاكتئاب والغضب وكره الذات.
· لا تتوقع الكثير من الآخرين- لأنهم سيكونون ي غالب الأوقات منهمكين في مشاكلهم الخاصة.
· تقبل نفسك والآخرين من دون شروط - لا ما تقوم به أنت أو هم. لا تلجأ إلى تقيم الأشخاص أو إلى تحديد قيمة لهم. تقبل صاحب الخطأ وليس الخطأ نفسه. اكره أفعالك أو أفعال الآخرين "السيئة" وليس الشخص- الإنسان- وراء الفعل.
· الحل لتضخيم الأمور أن تقنع نفسك أن الأمور السيئة سيئة فقط وليست فظيعة ورهيبة وبغيضة ولا تحتمل.
· إذا تقبلت فكرة أنه من غير الممكن التحكم في الكون والقدر أو العديد من الحوادث الممكنة، ستحد من قلقك إزاء المخاطر. وإذا اعتبرت أن أسوأ احتمال ممكن أن يحدث إذا وقع فعلاً فهو سيكون "مخيباً" بدرجة كبيرة لكن ليس سيئاً كلياً (ليس نهاية العالم)، سيكون بإمكانك بالتالي أن لا تقلق من معظم الأمور. ستكون مهتماً أو منشغلاً بها إنما من دون هلع.
· ابتكر أفكاراً لتكون أقل تأثراً بالمضايقات (تفنيد تضخيم الأمور، تفنيد فكرة أنه لا قدرة لك على الاحتمال، تفنيد انتقاد الذات والآخرين، تفنيد التعميم، تفنيد انتحال المبررات)
أما بشأن التخلص من فكرة لا أستطيع، يقدم د. إيلليس الخطوات السبع التالية:
(1) اثبت لنفسك أن للإنسان ميلاً إلى الانتقال من اعتبار الأمور الصعبة إلى اعتبارها مستحيلة.
(2) اثبت لنفسك أن اقتناعك بـ "لن أقدر على تحقيق ذلك! لن أنجح أبداً" سيدفعك إلى الاستسلام مبكراً وأن "تثبت" أنك غير قادر. لا تكن كالعديد من الناس الذين يجدون لذة غريبة في التكهن "بنجاح" فشلهم.
(3) عليك أن تدرك أن تعدد الأهداف يؤدي إلى ضآلة النجاح. إلا أن هذا الاحتمال مهما كان ضئيلاً لا يصل إلى الصفر. هناك أمور لا يمكنك القيام بها كأن تكون كاملاً مثلاً. لكن بإمكانك أن تغير تفكيرك وسلوكك إذا اقتنعت أنك قادر على ذلك.
(4) اثبت لنفسك أنك سبق وحققت أموراً صعبة ومستحيلة. اعتبر أن كل الأشياء تتغير عاجلاً أم آجلاً بما فيها الجبال. الشخص الذي يقسم "لن أتغير" غالباً ما يفعل. والكثير من الناس قد يقومون بتغير جذري في حياتهم.
(5) التغيير يتطلب قدراً من التفكير والجهد. عندما تدفع نفسك للتغيير بجد، تكون لديك فرصة أكبر بالنجاح.
(6) انتبه من أن تقول "سأتغير" لتلهي نفسك عن بذل الجهد بالتغير فعلاً. أي قد يكون مجرد تعبير عن الإرادة من دون إرادة فعلية لتدعمه. إذا لم تعمل على التنفيذ سيظل القول مجرد وعد فارغ.
(7) عد إلى المستويين الأساسيين في تغيير الذات، عند المستوى الأول، أنت توتر نفسك من دون داع عندما تشترط على نفسك او الآخرين أو العالم أن لا تكون الظروف السيئة التي تمر بها بالسوء التي هي عليه الآن.بما أن الأمر يعود إليك من السهل إذاً أن لا تصدره أو تلغيه. وعند المستوى الثاني، أنت تتوتر بسبب توترك، وهنا أيضاً الخيار لك أي أنه من الممكن أن تختار العكس. أن لا تتوتر بسبب ما يضايقك.
أيضاً يقدم إيلليس، في الفصل العاشر وحتى الثاني عشر، بعض التقنيات المستخدمة في حل المشاكل بطريقة عملية، بالإضافة إلى تلك التي تركز على الحلول. أيضاً يفرد مساحة للحديث عن التبصر في مصادر الضيق والشعور بعدم الإندماج، وتعزيز القدرة على الكفاءة الذاتية وزيادة التقدير للذات، مع تقديم تقنيات تساعد على أن تكون أقل تأثراً بالمضايقات.
ويستمر الكتاب في تناول هذه التقنيات العملية في الفصول من الثلاث التالية والأخيرة، حيث يقدم مبادئ نحو تحقيق الذات وزيادة السعادة وأيضاً إقلال التأثر بالمضايقات. وأخيراً، مقترحات عملية لطمأنة العقل والقلب معاً نذكر منها على سبيل المثال:
· مع أنه في الغالب من المفضل أن يكون أدائي جيداً وأن ألقى ثناء الآخرين وبالتالي أتوصل إلى تحقيق أهدافي، إلا إنني لست مرغماً على ذلك.
· أنا لا زلت قادر على استخدام قوة الإرادة وتنميتها لتغيير أفكاري ومشاعري وأفعالي.
· سأحاول أن أقوم بما أريد فعله. لن أفترض أنني عاجز عن القيام بغالبية الأشياء قبل أن أحاول أولاً.
· سأحاول دائماً أن أتجنب التطرف.
· لو هبط سكان المريخ على الأرض وكانوا عاقلين لضحكوا كيف أن شخصاً ذكياً مثلي يتصرف على هذا القدر من الغباء. من الأفضل أن أتعلم كيف أضحك معهم.
· ليست الأمور السيئة التي تحدث لي على هذا القدر من السوء. لأنه من الممكن أن أجد فيها بعض الجوانب الإيجابية وأن أتعلم منها.
· إن التردد والتأجيل لن يسهلا علي القيام بمهمة مملة أو صعبة. سأحاول أن أؤجل التأجيل.
· أن أنكر أنني أعاني من مشاكل نفسية معناه أنني أنكر أنني أحلها. المبالغة في التحليل العقلاني لا يفيد.
· تحقيق الذات التام غير عملي ومثالي. عليك أن تسعى إلى المزيد من تحقيق الذات، أما أن تطلب تحقيق الذات الكامل والتام فهذا مطمع غير منطقي.
· الأمر نفسه ينطبق مع التأثر بالمضايقات. أن لا تتأثر أبداً بعد اليوم أمر يفوق القدرة البشرية ونحن مهما علونا، بشر معرضون للخطأ.
1- كيف تعيش السعادة وتكون أقل تأثراً بالمضايقات
2- تحديد وتفنيد وإلغاء كل المطالب السلبية
3- المبادئ الأساسية للتغيير الفعلي
4- التغيير ممكن لو شئت (خمسة مبادئ لبدء التغيير بنفسك)
5- على الطريق نحو تأثر أقل بالمضايقات
6- تقبل الذات والآخرين
7- إنه أمر مريع! بغيض! مقيت! لا أستطيع أن أحتمل اكثر!
8- ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟
9- ابتكار أفكار لتكون أقل تأثراً بالمضايقات
10- المزيد من الأفكار المبتكرة (حل المشاكل، التعمق في المسائل، الجانب الروحي وتقدير الذات)
11- إيجاد الوسائل لتكون أقل تأثراً بالمضايقات
12- تقنيات أساسها الأفعال لتكون أقل تأثراً بالمضايقات
13- نحو تحقيق الذات وزيادة السعادة
14- خلاصات حول التوصل إلى السعادة والتأثر بشكل أقل بالمضايقات
15- مقترحات عملية لطمأنة العقل والقلب معاً
إن الهدف الأساسي من هذا الكتاب أن يحدد لك ماهية ميولك الفطرية نحو التفاعل بطريقة بناءة وكيفية التعود على استخدامها للتغلب على السلبيات باستخدام تقنية العلاج المنطقي الانفعالي (أو العاطفي العقلاني، حسب الترجمة) للسلوك.
ملحوظة: يمكنك أن تجد شرح واضح ومفصل لفرضيات نظرية د. إيلليس في محاضرة "مبادئ التفكير السليم" وهي المحاضرة الأخيرة بمادة "كيف تنشأ وتتطور المشاكل النفسية"
تعتمد هذه النوعية من المعالجة أساساً على تحديد وتفنيد وإلغاء الأفكار الخاطئة والمطالب السلبية الصارمة التي قد تتحكم في ذهن الشخص وبالتالي تسبب له التعاسة. فيقول د. إيلليس أنك عندما تضايق نفسك أي عندما تكون لديك مشاعر أو تقوم بأفعال ليست في صالحك، تحول تفضيلاتك الجيدة إلى مطالب وواجبات فرضية غير منطقية. فعليك أن تحدد هذه التطلبات وتفندها وتحولها مجدداً إلى تفضيلات أو أفكار جديدة فعالة.
يمكنك أن تستخدم حجج عقلانية وعملية، مثلاً عند الأحوال التالية:
تفنيد الميل إلى تضخيم الأمور، كالآتي: (لماذا الأمر مرعب وفظيع؟ هل هو حقاً كذلك؟ أنا ارغب فعلاً في ...، لكن ما الذي يجعلني أفكر أنني أحتاج إلى ذلك بشدة؟)
تفنيد الشعور بالإحباط: (أين الدليل على أنني لا أستطيع أن أحتمل الظروف الصعبة أو المحبطة أو غير العادلة؟)
تفنيد انتقاد الذات والآخرين: (إذا لم أحقق النجاح المفترض مني تحقيقه، فمن أي ناحية اعتبر شخصاً غير جدير؟ وكيف يصبح الآخرون غير جديرين وسيئين لمجرد أنهم لا يعاملونني كما يجب؟ أين الدليل على أنه من غير المعقول أن أتعرض للرفض؟)
إن واقع المجتمع، يقول ألبرت إلليس، غالباً ما سيتعارض مع متطلباتك الصارمة. فعلى الصعيد الشخصي لن يكون بإمكانك أن تحقق النجاح دائماً فكم بالأحرى النجاح الكامل؟ إن الطبيعة البشرية المعرضة للأخطاء تحول دون ذلك. أما من جهة التوقع من الآخرين أن يحبوك ويهتموا بك وينفذوا مطالبك باستمرار، فانس الأمر.. لن يفعلوا! الواقع أنهم سيكونون منهمكين في تحقيق ذلك لأنفسهم. وبالنسبة لأن تتضافر الظروف لتعطيك ما أنت بحاجة إليه وقت ما تحتاج إليه فللأسف الواقع مختلف. العالم لا يفكر برغباتك الشخصية وليس لديه أي اهتمام شخصي بتحقيق مصالحك. الكون لا يكرهك أو يحبك بل فقط يواصل دورانه بلا اكتراث.
تذكر هذه النقطة المهمة: أنت (أسلوب تفكيرك في الأمور) المصدر الأساسي لتوترك وبالتالي المفتاح في يدك أنت لتعيش السعادة.
إذا كان موقفك (أسلوب تفكيرك) مجرد موقف تفضيلي أي أنك فقط تتمنى أو تفضل لو تحقق هدفك، فإن موقفك هذا سيشجعك على الاستمرارية في المحاولة أو البحث وبالتالي فمشاعرك قد تكون سلبية إنما مفيدة لأنها ستؤدي إلى أفعال بناءة. أما إذا كان موقفك (توجهك في التفكير) أن ما تريده بات مطلباً لا مفر منه، فإن المشاعر التي ستنتابك ستكون غير مفيدة وهدامة وستكون نتيجتها سلوكاً محبطاً.
إذاً، من أين تبدأ التغير، يقول د. إيلليس أن التغير يبدأ بأن تعتمد لنفس مواقف (اتجاهات في التفكير) بناءة، مثل:
الفكرة الأولى: بما أنني السبب في معظم الضيق الذي أعانيه، بيدي المفتاح لوضع حد له
الفكرة الثانية: أكيد أن بوسعي أن أقلل من الأفكار غير العقلانية التي تسبب مشاكل السلوك واضطراب المشاعر
الفكرة الثالثة: مع أنني معرض للخطأ والتأثر بالمضايقات إلا أن لدي القدرة على التفكير والشعور والتصرف بشكل مختلف وبالتالي التقليل من الضيق الذي أعانيه
الفكرة الرابعة: الاضطرابات النفسية تشمل أفكاراً ومشاعراً وأفعالاً بإمكاني تغييرها
الفكرة الخامسة: التخفيف من الضيق يتطلب جهداً متواصلاً
كما يضيف إيلليس المبادئ والاقتراحات التالية أيضاً، للمساعدة على إرادة التغير:
· يجب أن تدرك أن هناك دائماً حلولاً بديلة- للمشاكل- كل ما عليك هو البحث عن حلول بديلة ووسائل أخرى لإيجاد المتعة بدلاً من أن تستنتج بسرعة أن الأمر انتهى ولا فائدة من المحاولة.
· خذ الأمور على محمل الجد ولكن لا تبالغ. كل الأمور الجيدة ليست أمراً واجباً في حياتك بينما السيئة لا مكان لها في المطلق. ليست أبداً نهاية العالم.
· انتبه للتطلبات الصارمة وإصدار الأحكام والإفراط في التعميم وفرض الأمور على نفسك. إن اعتبار أموراً معينة ذات أهمية حيوية والالتزام بتحقيقها شيء عظيم لكن اعتبارها حتمية ومقدسة وضرورة لابد منها سيؤدي إلى القلق والاكتئاب والغضب وكره الذات.
· لا تتوقع الكثير من الآخرين- لأنهم سيكونون ي غالب الأوقات منهمكين في مشاكلهم الخاصة.
· تقبل نفسك والآخرين من دون شروط - لا ما تقوم به أنت أو هم. لا تلجأ إلى تقيم الأشخاص أو إلى تحديد قيمة لهم. تقبل صاحب الخطأ وليس الخطأ نفسه. اكره أفعالك أو أفعال الآخرين "السيئة" وليس الشخص- الإنسان- وراء الفعل.
· الحل لتضخيم الأمور أن تقنع نفسك أن الأمور السيئة سيئة فقط وليست فظيعة ورهيبة وبغيضة ولا تحتمل.
· إذا تقبلت فكرة أنه من غير الممكن التحكم في الكون والقدر أو العديد من الحوادث الممكنة، ستحد من قلقك إزاء المخاطر. وإذا اعتبرت أن أسوأ احتمال ممكن أن يحدث إذا وقع فعلاً فهو سيكون "مخيباً" بدرجة كبيرة لكن ليس سيئاً كلياً (ليس نهاية العالم)، سيكون بإمكانك بالتالي أن لا تقلق من معظم الأمور. ستكون مهتماً أو منشغلاً بها إنما من دون هلع.
· ابتكر أفكاراً لتكون أقل تأثراً بالمضايقات (تفنيد تضخيم الأمور، تفنيد فكرة أنه لا قدرة لك على الاحتمال، تفنيد انتقاد الذات والآخرين، تفنيد التعميم، تفنيد انتحال المبررات)
أما بشأن التخلص من فكرة لا أستطيع، يقدم د. إيلليس الخطوات السبع التالية:
(1) اثبت لنفسك أن للإنسان ميلاً إلى الانتقال من اعتبار الأمور الصعبة إلى اعتبارها مستحيلة.
(2) اثبت لنفسك أن اقتناعك بـ "لن أقدر على تحقيق ذلك! لن أنجح أبداً" سيدفعك إلى الاستسلام مبكراً وأن "تثبت" أنك غير قادر. لا تكن كالعديد من الناس الذين يجدون لذة غريبة في التكهن "بنجاح" فشلهم.
(3) عليك أن تدرك أن تعدد الأهداف يؤدي إلى ضآلة النجاح. إلا أن هذا الاحتمال مهما كان ضئيلاً لا يصل إلى الصفر. هناك أمور لا يمكنك القيام بها كأن تكون كاملاً مثلاً. لكن بإمكانك أن تغير تفكيرك وسلوكك إذا اقتنعت أنك قادر على ذلك.
(4) اثبت لنفسك أنك سبق وحققت أموراً صعبة ومستحيلة. اعتبر أن كل الأشياء تتغير عاجلاً أم آجلاً بما فيها الجبال. الشخص الذي يقسم "لن أتغير" غالباً ما يفعل. والكثير من الناس قد يقومون بتغير جذري في حياتهم.
(5) التغيير يتطلب قدراً من التفكير والجهد. عندما تدفع نفسك للتغيير بجد، تكون لديك فرصة أكبر بالنجاح.
(6) انتبه من أن تقول "سأتغير" لتلهي نفسك عن بذل الجهد بالتغير فعلاً. أي قد يكون مجرد تعبير عن الإرادة من دون إرادة فعلية لتدعمه. إذا لم تعمل على التنفيذ سيظل القول مجرد وعد فارغ.
(7) عد إلى المستويين الأساسيين في تغيير الذات، عند المستوى الأول، أنت توتر نفسك من دون داع عندما تشترط على نفسك او الآخرين أو العالم أن لا تكون الظروف السيئة التي تمر بها بالسوء التي هي عليه الآن.بما أن الأمر يعود إليك من السهل إذاً أن لا تصدره أو تلغيه. وعند المستوى الثاني، أنت تتوتر بسبب توترك، وهنا أيضاً الخيار لك أي أنه من الممكن أن تختار العكس. أن لا تتوتر بسبب ما يضايقك.
أيضاً يقدم إيلليس، في الفصل العاشر وحتى الثاني عشر، بعض التقنيات المستخدمة في حل المشاكل بطريقة عملية، بالإضافة إلى تلك التي تركز على الحلول. أيضاً يفرد مساحة للحديث عن التبصر في مصادر الضيق والشعور بعدم الإندماج، وتعزيز القدرة على الكفاءة الذاتية وزيادة التقدير للذات، مع تقديم تقنيات تساعد على أن تكون أقل تأثراً بالمضايقات.
ويستمر الكتاب في تناول هذه التقنيات العملية في الفصول من الثلاث التالية والأخيرة، حيث يقدم مبادئ نحو تحقيق الذات وزيادة السعادة وأيضاً إقلال التأثر بالمضايقات. وأخيراً، مقترحات عملية لطمأنة العقل والقلب معاً نذكر منها على سبيل المثال:
· مع أنه في الغالب من المفضل أن يكون أدائي جيداً وأن ألقى ثناء الآخرين وبالتالي أتوصل إلى تحقيق أهدافي، إلا إنني لست مرغماً على ذلك.
· أنا لا زلت قادر على استخدام قوة الإرادة وتنميتها لتغيير أفكاري ومشاعري وأفعالي.
· سأحاول أن أقوم بما أريد فعله. لن أفترض أنني عاجز عن القيام بغالبية الأشياء قبل أن أحاول أولاً.
· سأحاول دائماً أن أتجنب التطرف.
· لو هبط سكان المريخ على الأرض وكانوا عاقلين لضحكوا كيف أن شخصاً ذكياً مثلي يتصرف على هذا القدر من الغباء. من الأفضل أن أتعلم كيف أضحك معهم.
· ليست الأمور السيئة التي تحدث لي على هذا القدر من السوء. لأنه من الممكن أن أجد فيها بعض الجوانب الإيجابية وأن أتعلم منها.
· إن التردد والتأجيل لن يسهلا علي القيام بمهمة مملة أو صعبة. سأحاول أن أؤجل التأجيل.
· أن أنكر أنني أعاني من مشاكل نفسية معناه أنني أنكر أنني أحلها. المبالغة في التحليل العقلاني لا يفيد.
· تحقيق الذات التام غير عملي ومثالي. عليك أن تسعى إلى المزيد من تحقيق الذات، أما أن تطلب تحقيق الذات الكامل والتام فهذا مطمع غير منطقي.
· الأمر نفسه ينطبق مع التأثر بالمضايقات. أن لا تتأثر أبداً بعد اليوم أمر يفوق القدرة البشرية ونحن مهما علونا، بشر معرضون للخطأ.
1- كيف تعيش السعادة وتكون أقل تأثراً بالمضايقات
2- تحديد وتفنيد وإلغاء كل المطالب السلبية
3- المبادئ الأساسية للتغيير الفعلي
4- التغيير ممكن لو شئت (خمسة مبادئ لبدء التغيير بنفسك)
5- على الطريق نحو تأثر أقل بالمضايقات
6- تقبل الذات والآخرين
7- إنه أمر مريع! بغيض! مقيت! لا أستطيع أن أحتمل اكثر!
8- ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟
9- ابتكار أفكار لتكون أقل تأثراً بالمضايقات
10- المزيد من الأفكار المبتكرة (حل المشاكل، التعمق في المسائل، الجانب الروحي وتقدير الذات)
11- إيجاد الوسائل لتكون أقل تأثراً بالمضايقات
12- تقنيات أساسها الأفعال لتكون أقل تأثراً بالمضايقات
13- نحو تحقيق الذات وزيادة السعادة
14- خلاصات حول التوصل إلى السعادة والتأثر بشكل أقل بالمضايقات
15- مقترحات عملية لطمأنة العقل والقلب معاً