- اسم المؤلف أحمد خيرى حافظ
- الناشر دار أخبار اليوم
- التصنيف مشورة وعلم نفس
- كود الاستعارة 20/ 2
منتصف العمر مرحلة من مراحل عمرنا المختلفة، نمر بها ونصل فيها إلى قمة النضج والوعي والعطاء، وهي المرحلة التي نحقق فيها أحلامنا ونسعد فيها بكفاحنا وحصاد رحلة التعليم والعمل والزواج والإنجاب.
وقد شغلت مرحلة منتصف العمر عدداً من علماء النفس الذين أشاروا إلى أهمية فهم التغيرات التي تحدث فيها، وإلى بعض المشكلات التي تنتج عنها بما يجعل من مجرد دخولنا فيها نتوقع مواجهة أزمة شديدة الخصوصية مرتبطة بها، وهي ما نطلق عليها أزمة منتصف العمر.
فهي مرحلة الشدة والمعاناة والمحن، وتمتلئ بقضايا وتساؤلات وأفكار وهموم ومشاعر متناقضة وأحكام قاسية على النفس وعلى الآخرين يعيشها الرجل وتعيشها المرأة بأشكال وصور متنوعة جوهرها مراجعة صفحات الماضي مراجعة دقيقة وحساب مكاسب الحاضر وخسائره وإعادة النظر إلى كل شئ حولنا من جديد وخلال ذلك يتفجر القلق والهم والحزن والحيرة والخوف والألم بلا حدود.
وبوادر هذه الأزمة تبدأ مع دخولنا الأربعين من العمر وان كانت المرأة تسبق الرجل في دخولها وتسبقه أيضاً في الخروج منها وتمتد هذه المرحلة حوالي خمسة عشر عاما ً تقل أحياناً أو تزيد وتختلف باختلاف الظروف الاجتماعية وموقف الفرد من البيئة التي يعيش فيها ومدى وعيه بالتغيرات التي يشعر بها.
وبينما يصل الفرد إلى قمة نضجه في هذه المرحلة، يصبح لا مفر ولا مهرب من الاستعداد للهبوط إلى الجانب الآخر (الشيخوخة، أو ما بعد منتصف العمر) الذي يتجسد في تدهور يشمل الجوانب البيولوجية والنفسية والاجتماعية حيث يصاب الفرد بالعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية والنفسية والاجتماعية أبرزها أمراض القلب والشرايين والسكر وارتفاع ضغط الدم وقلة نشاط الغدد الصماء والقابلية للعدوى بالأمراض المعدية وضعف الحواس وتأثر الجهاز العصبي المركزي .. كما يتأثر السلوك الاجتماعي فينخفض مستوى الطموح و الدافعية، وتزداد العزلة الاجتماعية والانسحاب من المجتمع. وعلى المستوى النفسي تتسم الشخصية بالجمود والاتجاه إلى صعوبة التغيير، كما وينخفض الذكاء وتتأثر الذاكرة. ويعاني الفرد من الإجهاد العقلي والنفسي، وتكثر في هذه المرحلة الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية ..
كل هذا يشكل في مجموعه ملامح أزمة خاصة تختلط فيها المتاعب الصحية بالمتاعب النفسية والاجتماعية بما يغرق الإنسان في مجموعة من القلق والتوتر وأحياناً الاكتئاب، ويجد الفرد نفسه تتملكه أفكار غريبة وتبدو منه تصرفات شاذة تسبب له ضيقاً وألماً وتنعكس على نشاطه الخارجي وعلى من حوله وخاصة أقرب الأقربين.
ويختلف الرجل عن المرأة في معاناته من أزمة منتصف العمر وذلك لاختلاف ظروف التنشئة الاجتماعية والدور الاجتماعي المطلوب منه والأهداف التي يسعى إليها ولذلك فالرجل يعطي وزناً عالياً للمهنة التي يزاولها ومدى التوفيق الذي يحالفه والطموحات والتوجيهات التي يسعى إليها .. ويمثل الخوف من الفشل بعد تحقيق النجاح أحد ملامح أزمة منتصف العمر لدى الرجل، كما يعكس سوء الحظ والفشل المتواصل جانباً من جوانب هذه الأزمة..
وتلعب المخاوف الصحية دوراً في التعجيل بالدخول في هذه الأزمة وكذلك العلاقات الزوجية غير المستقرة، فنجد التخلي عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها الفرد والسقوط في إسار المصلحة الخاصة، واتهامه لذاته بالانتهازية والانغلاق على الذات. كما قد نجد أحياناً خلل غير مفهوم في السلوك وتناقض في التصرفات كما يحدث لدى بعض الرجال عندما ينقلبون من الجدية والوقار إلى التصرفات الطائشة والملابس المبهرجة وقد يقع بعضهم في اتخاذ قرارات بالزواج ممن في عمر ابنته أو الجري وراء الفتيات مما يسبب له ولمن حوله المشكلات. فجوهر أزمة منتصف العمر لدى الرجل يتجسد في التوقف لمراجعة حساباته في مختلف أوجه حياته وحينئذ لا يرضى عنها ويطمع في التغيير.
أما لدى المرأة فإن أزمة منتصف العمر هي نتاج تفاعل العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية جميعاً. بما يجعل لأزمة منتصف العمر عند المرأة إيقاعاً خاصاً وملامح محددة. أما العوامل البيولوجية فتتمثل فيما قد يطلق عليه "سن اليأس" (رغم اعتراضنا على هذا المسمى) مع انقطاع الطمث وحدوث بعض التغيرات الهرمونية. كما أن تغير صورة الجسم لدى المرأة وما يحدث من تدهور في الصحة والجمال قد يدفع المرأة إما إلى التمسك بما بقى من جمالها مضخمة في إظهاره بما يجعلها "متصابية"، أو ربما مهملة لشكلها مستغرقة في مشاغل خارجية متناسية نفسها بأي حال من الأحوال.
وتتعرض المرأة في هذه المرحلة لمخاطر الغواية وللوقوع في بعض الشباك الذي ينصبها بعض الرجال مستغلين حالة الضعف والتشتت التي تكون عليها المرأة خلال هذه الأزمة مما يصيبها بخسائر فادحة حيث تنهار وتتفكك بعض الأسر نتيجة لاضطراب سلوك بعض الأمهات استجابة لوطأة هذه الأزمة وسعياً للخروج منها.
ويقدم الكتاب الحل لهذه الأزمة وذلك من خلال السير في مسارين متوازيين في وقت واحد معاً:
المسار الأول هو الوقاية: وهي تعني الاستعداد المسبق للالتفاف حول الألم ومحاصرة الخوف ومواجهة الإحباط
وتدارك السخط. وكذلك إيجاد البدائل، فالفشل في جانب لا يمنع من محاولة النجاح في جوانب أخرى. فلندخل مرحلة منتصف العمر ونحن قد حصنا أنفسنا بالمصل الواقي لها.. وليس ثمة مصل واحد يقي منها بل لكل فرد مصله الذي يقيه .. فالذي تخلى عنه الآخرون مصله في مزيد من التواصل مع الآخرين.. والذي فقد السند درعه الواقية ثقته في وجود من يمكن الاعتماد عليهم وحسن اختيارهم.
المسار الثاني وهو العلاج: كيف نواجه الأزمة وذلك يتحقق على مستويات ثلاثة وفي آن واحد معاً:
المستوى الأول: هو المستوى الشخصي أو بمعنى أدق مستوى الفرد الذي يواجه مواجهة فعلية أزمة منتصف العمر والعلاج يكون بالفضفضة عن المعاناة مع أحد المتخصصين وكذلك بالخروج الفوري من آثارها والخروج يتطلب البحث عن أهداف بديلة وإعادة النظر في النواحي الإيجابية التي تبقت في أيدينا ونستطيع استثمارها.
المستوى الثاني: هو المستوى الأسرى .. وللأسرة دور هام في مساندة من يقع منهم في أزمة منتصف العمر سواء كان أباً أو زوجاً أو أماً أو زوجة..
المستوى الثالث: المستوى الاجتماعي، أي مسئولية المجتمع تجاه أفراده الذين يمرون بأزمة منتصف العمر،
فوسائل الأعلام تتحمل مسئولية نشر الوعي بمتطلبات مرحلة منتصف العمر والتغيرات والتحولات التي تنتج عنها.
والعيادات والمستشفيات يجب أن تفتح أبوابها لأولئك الذين يعانون ولا يجدون من يستمع لهم ويأخذ بأيديهم. والمؤسسات التعليمية يجب أن تضع في برامجها ما ييسر فهم هذه الأزمة ويساعد على اجتيازها. وأجهزة البحث العلمي عليها أن ترصد طبيعة التغيرات التي تحدث والاضطرابات التي تنشأ والمخاطر التي تتحقق.
الفصل الأول: لماذا منتصف العمر؟!
الفصل الثاني: أزمة وليست مرضاً
الفصل الثالث: الرجل ومنتصف العمر
الفصل الرابع: المرأة ومنتصف العمر
الفصل الخامس: عندما .. يختل العالم من حولك
الفصل السادس: إنهم يتراجعون خلفي
الفصل السابع: حين يغيب السند
الفصل الثامن: صدمة النجاح
الفصل التاسع: في مواجهة الزلزال
الفصل العاشر: منتصف العمر الأزمة .. والحل
وقد شغلت مرحلة منتصف العمر عدداً من علماء النفس الذين أشاروا إلى أهمية فهم التغيرات التي تحدث فيها، وإلى بعض المشكلات التي تنتج عنها بما يجعل من مجرد دخولنا فيها نتوقع مواجهة أزمة شديدة الخصوصية مرتبطة بها، وهي ما نطلق عليها أزمة منتصف العمر.
فهي مرحلة الشدة والمعاناة والمحن، وتمتلئ بقضايا وتساؤلات وأفكار وهموم ومشاعر متناقضة وأحكام قاسية على النفس وعلى الآخرين يعيشها الرجل وتعيشها المرأة بأشكال وصور متنوعة جوهرها مراجعة صفحات الماضي مراجعة دقيقة وحساب مكاسب الحاضر وخسائره وإعادة النظر إلى كل شئ حولنا من جديد وخلال ذلك يتفجر القلق والهم والحزن والحيرة والخوف والألم بلا حدود.
وبوادر هذه الأزمة تبدأ مع دخولنا الأربعين من العمر وان كانت المرأة تسبق الرجل في دخولها وتسبقه أيضاً في الخروج منها وتمتد هذه المرحلة حوالي خمسة عشر عاما ً تقل أحياناً أو تزيد وتختلف باختلاف الظروف الاجتماعية وموقف الفرد من البيئة التي يعيش فيها ومدى وعيه بالتغيرات التي يشعر بها.
وبينما يصل الفرد إلى قمة نضجه في هذه المرحلة، يصبح لا مفر ولا مهرب من الاستعداد للهبوط إلى الجانب الآخر (الشيخوخة، أو ما بعد منتصف العمر) الذي يتجسد في تدهور يشمل الجوانب البيولوجية والنفسية والاجتماعية حيث يصاب الفرد بالعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية والنفسية والاجتماعية أبرزها أمراض القلب والشرايين والسكر وارتفاع ضغط الدم وقلة نشاط الغدد الصماء والقابلية للعدوى بالأمراض المعدية وضعف الحواس وتأثر الجهاز العصبي المركزي .. كما يتأثر السلوك الاجتماعي فينخفض مستوى الطموح و الدافعية، وتزداد العزلة الاجتماعية والانسحاب من المجتمع. وعلى المستوى النفسي تتسم الشخصية بالجمود والاتجاه إلى صعوبة التغيير، كما وينخفض الذكاء وتتأثر الذاكرة. ويعاني الفرد من الإجهاد العقلي والنفسي، وتكثر في هذه المرحلة الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية ..
كل هذا يشكل في مجموعه ملامح أزمة خاصة تختلط فيها المتاعب الصحية بالمتاعب النفسية والاجتماعية بما يغرق الإنسان في مجموعة من القلق والتوتر وأحياناً الاكتئاب، ويجد الفرد نفسه تتملكه أفكار غريبة وتبدو منه تصرفات شاذة تسبب له ضيقاً وألماً وتنعكس على نشاطه الخارجي وعلى من حوله وخاصة أقرب الأقربين.
ويختلف الرجل عن المرأة في معاناته من أزمة منتصف العمر وذلك لاختلاف ظروف التنشئة الاجتماعية والدور الاجتماعي المطلوب منه والأهداف التي يسعى إليها ولذلك فالرجل يعطي وزناً عالياً للمهنة التي يزاولها ومدى التوفيق الذي يحالفه والطموحات والتوجيهات التي يسعى إليها .. ويمثل الخوف من الفشل بعد تحقيق النجاح أحد ملامح أزمة منتصف العمر لدى الرجل، كما يعكس سوء الحظ والفشل المتواصل جانباً من جوانب هذه الأزمة..
وتلعب المخاوف الصحية دوراً في التعجيل بالدخول في هذه الأزمة وكذلك العلاقات الزوجية غير المستقرة، فنجد التخلي عن القيم والمبادئ التي يؤمن بها الفرد والسقوط في إسار المصلحة الخاصة، واتهامه لذاته بالانتهازية والانغلاق على الذات. كما قد نجد أحياناً خلل غير مفهوم في السلوك وتناقض في التصرفات كما يحدث لدى بعض الرجال عندما ينقلبون من الجدية والوقار إلى التصرفات الطائشة والملابس المبهرجة وقد يقع بعضهم في اتخاذ قرارات بالزواج ممن في عمر ابنته أو الجري وراء الفتيات مما يسبب له ولمن حوله المشكلات. فجوهر أزمة منتصف العمر لدى الرجل يتجسد في التوقف لمراجعة حساباته في مختلف أوجه حياته وحينئذ لا يرضى عنها ويطمع في التغيير.
أما لدى المرأة فإن أزمة منتصف العمر هي نتاج تفاعل العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية جميعاً. بما يجعل لأزمة منتصف العمر عند المرأة إيقاعاً خاصاً وملامح محددة. أما العوامل البيولوجية فتتمثل فيما قد يطلق عليه "سن اليأس" (رغم اعتراضنا على هذا المسمى) مع انقطاع الطمث وحدوث بعض التغيرات الهرمونية. كما أن تغير صورة الجسم لدى المرأة وما يحدث من تدهور في الصحة والجمال قد يدفع المرأة إما إلى التمسك بما بقى من جمالها مضخمة في إظهاره بما يجعلها "متصابية"، أو ربما مهملة لشكلها مستغرقة في مشاغل خارجية متناسية نفسها بأي حال من الأحوال.
وتتعرض المرأة في هذه المرحلة لمخاطر الغواية وللوقوع في بعض الشباك الذي ينصبها بعض الرجال مستغلين حالة الضعف والتشتت التي تكون عليها المرأة خلال هذه الأزمة مما يصيبها بخسائر فادحة حيث تنهار وتتفكك بعض الأسر نتيجة لاضطراب سلوك بعض الأمهات استجابة لوطأة هذه الأزمة وسعياً للخروج منها.
ويقدم الكتاب الحل لهذه الأزمة وذلك من خلال السير في مسارين متوازيين في وقت واحد معاً:
المسار الأول هو الوقاية: وهي تعني الاستعداد المسبق للالتفاف حول الألم ومحاصرة الخوف ومواجهة الإحباط
وتدارك السخط. وكذلك إيجاد البدائل، فالفشل في جانب لا يمنع من محاولة النجاح في جوانب أخرى. فلندخل مرحلة منتصف العمر ونحن قد حصنا أنفسنا بالمصل الواقي لها.. وليس ثمة مصل واحد يقي منها بل لكل فرد مصله الذي يقيه .. فالذي تخلى عنه الآخرون مصله في مزيد من التواصل مع الآخرين.. والذي فقد السند درعه الواقية ثقته في وجود من يمكن الاعتماد عليهم وحسن اختيارهم.
المسار الثاني وهو العلاج: كيف نواجه الأزمة وذلك يتحقق على مستويات ثلاثة وفي آن واحد معاً:
المستوى الأول: هو المستوى الشخصي أو بمعنى أدق مستوى الفرد الذي يواجه مواجهة فعلية أزمة منتصف العمر والعلاج يكون بالفضفضة عن المعاناة مع أحد المتخصصين وكذلك بالخروج الفوري من آثارها والخروج يتطلب البحث عن أهداف بديلة وإعادة النظر في النواحي الإيجابية التي تبقت في أيدينا ونستطيع استثمارها.
المستوى الثاني: هو المستوى الأسرى .. وللأسرة دور هام في مساندة من يقع منهم في أزمة منتصف العمر سواء كان أباً أو زوجاً أو أماً أو زوجة..
المستوى الثالث: المستوى الاجتماعي، أي مسئولية المجتمع تجاه أفراده الذين يمرون بأزمة منتصف العمر،
فوسائل الأعلام تتحمل مسئولية نشر الوعي بمتطلبات مرحلة منتصف العمر والتغيرات والتحولات التي تنتج عنها.
والعيادات والمستشفيات يجب أن تفتح أبوابها لأولئك الذين يعانون ولا يجدون من يستمع لهم ويأخذ بأيديهم. والمؤسسات التعليمية يجب أن تضع في برامجها ما ييسر فهم هذه الأزمة ويساعد على اجتيازها. وأجهزة البحث العلمي عليها أن ترصد طبيعة التغيرات التي تحدث والاضطرابات التي تنشأ والمخاطر التي تتحقق.
الفصل الأول: لماذا منتصف العمر؟!
الفصل الثاني: أزمة وليست مرضاً
الفصل الثالث: الرجل ومنتصف العمر
الفصل الرابع: المرأة ومنتصف العمر
الفصل الخامس: عندما .. يختل العالم من حولك
الفصل السادس: إنهم يتراجعون خلفي
الفصل السابع: حين يغيب السند
الفصل الثامن: صدمة النجاح
الفصل التاسع: في مواجهة الزلزال
الفصل العاشر: منتصف العمر الأزمة .. والحل