* "القلب المكسور" مصطلح علميّ وليس تعبيرٌ بلاغيّ.
* إن كنت قد فقدت حبيبًا أو انفصلت عنه، (أو مرت بأزمة نفسية أخرى شديدة)، وبدأت تعاني من ضيق في التنفس وتسارع في دقات القلب فعليك مراجعة الأطباء لأنك ربما تعاني من متلازمة "القلب المكسور". مرض يمكن أن يتسبب بأمراض أخطر يمكن أن تهدد حياتك.
متلازمة "القلب المكسور"
نظرة عامة
متلازمة القلب المنكسر هي حالة قلبية مُؤقَّتة غالبًا ما تَنْتُج بعد المواقف المسبِّبة للتوتُّر والعواطف (الانفعالات) الشديدة. يُمكن أن تحدُث الحالة نتيجة مرض جسدي خطير أو جراحة خطيرة. قد تُسمَّى أيضًا اعتلال عضلة القلب الإجهادي، أو اعتلال تاكوتسيبو لعضلة القلب، أو متلازمة التضخُّم القِمِّي.
قد يشعر المصابون بمتلازمة القلب المنكسر بألم مفاجئ في الصدر أو أنهم على وشك الإصابة بنوبة قلبية. وتُؤثِّر متلازمة القلب المنكسر على جزء فقط من عضلة القلب؛ مما يُعَطِّل وظيفة الضخ الطبيعية للقلب بشكل مُؤَقَّت. بقية عضلة القلب لا تزال تعمل بشكل طبيعي أو قد يكون هناك تقلُّصات أكثر قوة (اعتصار، كما يعبر عنها البعض "قلبي معصور")[1].
ويجبر باقي القلب على بذل جهد إضافي لتعويض الاعتلال، ما يسفر عنه ضيق في التنفس وآلام شديدة في الصدر[2].
وقد أكدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Psychoneuroendocrinologym، أن الحزن الناجم عن القلب المكسور يمكن أن يكون قاتلا. فيبدو أن المرضى الذين يكافحون من أجل المضي قدما في الحياة، بعد وفاة أحد أفراد أسرتهم، أكثر عرضة لخطر الموت في وقت غير متوقع، ويمكن إلقاء اللوم في ذلك على الالتهاب.
وأجرى باحثو جامعة "Rice" الأمريكية مقابلات عدة، واختبروا دماء 99 شخصا عانوا من فقدان شركائهم في الحياة مؤخرا.
وقارن الباحثون بين الأشخاص الذين أظهروا أعراض "الحزن المرتفع"، مثل صعوبة الحركة والإحساس بأن الحياة لا معنى لها وعدم القدرة على قبول حقيقة الخسارة، وأولئك الذين لم يظهروا هذه السلوكيات.
وظهرت مستويات أعلى من الالتهاب الجسدي لدى الأرامل من الجنسين، بنسبة تصل إلى 17%، في جزء حيوي من الجهاز المناعي، ساهم في أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري.
وقال الباحث الرائد، كريس فاغوندز: "أظهرت الأبحاث السابقة أن الالتهاب يساهم في كل الأمراض تقريبا في مرحلة البلوغ المتقدمة. ونعلم أيضا أن الاكتئاب مرتبط بمستويات أعلى من الالتهاب، وأولئك الذين يفقدون أزواجهم معرضون بشكل كبير لخطر الاكتئاب الشديد والنوبة القلبية والسكتة الدماغية والوفاة المبكرة".
واستطرد موضحا: "ومع ذلك، فإن هذه هي أول دراسة تؤكد أن الحزن، بغض النظر عن مستوى أعراض الاكتئاب، يمكن أن يعزز الالتهاب والذي بدوره يمكن أن يسبب نتائج صحية سلبية".
وتجدر الإشارة إلى أن فقدان شخص عزيز أمر صعب للغاية، وليس أمرا يمكن "تخطيه" بسرعة، بغض النظر عن المرحلة التي تحدث فيها حالة الخسارة، وليس هناك طريقة "صحيحة" للتعامل معها.
المصدر: ميرور[3]
ووجدت الدراسة الدولية الجديدة أن واحدا من بين 6 مرضى يعانون من "متلازمة القلب المكسور" يعانون أيضا من السرطان أو لديهم تاريخ مع المرض، ومن المحتمل أن يموتوا في غضون خمس سنوات بعد تشخيصهم، مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من المتلازمة.
وعلى الرغم من أن الأطباء رفضوا بشكل كبير في البداية الاعتراف بأن الصدمة النفسية يمكن أن تلحق الضرر بعضلات القلب، إلا أن العديد من الدراسات أثبتت هذا التأثير الجسدي لمتلازمة القلب المكسور، حيث يقدر أن نحو 1.2 مليون أمريكي يعانون من المتلازمة كل عام.
وتختلف الإصابة بـ"متلازمة القلب المكسور" عن النوبة القلبية التي يسببها انسداد الأوعية الدموية، ولكن لهما أعراض متشابهة بما في ذلك ضيق التنفس وألم في الصدر.
وتؤثر "متلازمة القلب المكسور" على عضلة القلب لمدة أيام أو أسابيع أو أشهر، وبالنسبة للبعض، فإنه قد يكون مميتا.
وما يزال السبب الحقيقي وراء الإصابة بهذه الحالة غير معروف، لكن الخبراء يعتقدون أنها ترتبط بمستويات مرتفعة من هرمونات التوتر، مثل الأدرينالين.
وتشير الدراسة الجديدة التي أجريت في مستشفى جامعة زيوريخ إلى وجود رابط بين "متلازمة القلب المكسور" والسرطان، حيث توصلوا إلى هذه النتيجة بعد تحليل بيانات متعلقة بأكثر من 1600 مريض بالقلب، ووجدوا أن واحدا من كل 6 منهم لديه تاريخ مع السرطان.
وتعني نتائج هذه الدراسة أن المرضى الذين يعانون من "متلازمة القلب المكسور" قد يضطرون إلى إجراء مزيد من الفحوصات التي تتعلق بالسرطان.
المصدر: ديلي ميل[4]
أما الدراسة من مؤسسة أمراض القلب الأميركية فتربط هذه المرة بين متلازمة " القلب المكسور" والسرطان، الذي يمكن أن يصيب الأمعاء أو الثدي أو حتى الجهاز التنفسي أو ربما الأعضاء التناسلية، والجلد. وينقل موقع "كورير" عن مؤسسة أمراض القلب الأميركية أنه لا توجد دلائل حتى الآن حول نتائج الدراسة، إلا أن هناك علاقة محتملة، فقد بحثت الدراسة 1604 حالة لأشخاص كانوا يعانون من متلازمة " القلب المكسور"، فوجدوا إصابة 267 منهم بالسرطان.[5]
أعراض متلازمة القلب المنكسر قابلة للعلاج، والحالة عادةً ما تعكس نفسها في أيام أو أسابيع.
الأعراض
تشبه أعراض متلازمة القلب المنكسر أعراض النوبة القلبية. تشمل الأعراض الشائعة:
- ألم الصدر
- ضيق النفَس
قد يكون أي ألم مستمر في الصدر مؤشرًا للإصابة بنوبة قلبية، لذلك كن جادًّا واتصل برقم 911 (رقم الطواريء بالولايات المتحدة الأمريكية) إن شعرت بألم في الصدر.
متى تزور الطبيب
إذا أصبت بأي ألم في الصدر أو تسارع شديد أو عدم انتظام في ضربات القلب أو ضيق تنفس بعد حادث مرهق، فاتصل بالرقم 911 أو بخدمة مساعدة طبية طارئة فورًا.
الأسباب
السبب الدقيق لمتلازمة "القلب المنكسر" غير واضح. يُعتقد أن زيادة هرمونات الإجهاد، مثل الأدرينالين، قد تلحق ضررًا مؤقتًا بالقلب لدى بعض الأشخاص. من غير الواضح بشكل كامل كيفية إضرار هذه الهرمونات بالقلب وما إذا كانت هناك عوامل أخرى مسؤولة.
ويُشتبه في أن حدوث تضيّق مؤقت في شرايين القلب الكبيرة أو الصغيرة قد يلعب دورًا في الأمر. وقد يكون لدى الأشخاص الذين يصابون بمتلازمة "القلب المنكسر" أيضًا عضلة قلبية ذات بنية مختلفة.
تحدث متلازمة "القلب المنكسر" عادةً بعد التعرض لتجربة جسدية أو عاطفية قاسية. بعض المسببات المحتملة لمتلازمة "القلب المنكسر" هي:
- وفاة شخص عزيز
- تشخيص طبي مخيف
- الاضطهاد الأسري
- خسارة أو حتى ربح الكثير من المال
- الانخراط في خلافات كلامية حادة
- الاحتفالات المفاجئة
- التحدث أمام جمهور
- فقدان الوظيفة أو الصعوبات المالية
- الطلاق
- عوامل الإجهاد الجسدي، مثل نوبات الربو أو عدوى كوفيد 19 أو كسر العظام أو الجراحات الكبرى
وفي حالات نادرة، يمكن لبعض الأدوية أن تسبب متلازمة "القلب المنكسر" من خلال زيادتها لهرمونات التوتر. تشمل الأدوية التي قد تساهم في حدوث متلازمة "القلب المنكسر" ما يلي:
- الإبينيفرين (EpiPen أو EpiPen Jr) والذي يُستخدم لعلاج الحساسية الشديدة أو نوبات الربو الحادة
- دولوكسيتين (Cymbalta)، وهو دواء يستخدم لعلاج مشاكل الأعصاب لدى مرضى السكري، أو كعلاج للاكتئاب
- فينلافاكسين (Effexor XR)، وهو دواء لعلاج للاكتئاب
- ليفوثيروكسين (Synthroid أو Levoxyl)، وهو دواء يعطى للأشخاص المصابين بخلل في الغدة الدرقية
- المنشّطات غير القانونية أو التي تؤخذ دون وصفة طبية، مثل الميثامفيتامين والكوكايين
كيف تختلف متلازمة القلب المنكسر عن النوبة القلبية؟
عادة ما تكون النوبات القلبية بسبب انسداد كلي أو شبه كلي لشريان بالقلب. ويرجع هذا الانسداد إلى تجلط دموي يتشكل في موقع تضييق ناتج من تراكم الدهون (تصلب الشرايين) في جدار الشريان. في متلازمة "القلب المنكسر"، لا تُسد شرايين القلب، على الرغم من احتمالية خفض تدفق الدم في شرايين القلب.
عوامل الخطر
هناك العديد من عوامل الخطر المعروفة للإصابة بمتلازمة "القلب المنكسر" وتتضمن ما يلي:
- الجنس:تصيب هذه الحالة المرضية النساء بشكل كبير عن الرجال.
- العمر:ويبدو أن معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة القلب المنكسر تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- تاريخ مرضي من الإصابة بحالة عصبية:يصبح الأشخاص المصابون بالاضطرابات العصبية، مثل إصابة الرأس أو اضطراب النوبات (الصرع)، أكثر عرضة لخطر الإصابة بمتلازمة "القلب المنكسر".
- الاضطرابات النفسية الحالية أو السابقة:إذا كنت تعاني من اضطرابات، مثل القلق أو الاكتئاب، فمن المحتمل أن تصبح أكثر عرضة لخطر الإصابة بمتلازمة "القلب المنكسر".
المضاعفات
في حالات نادرة، تصبح متلازمة توقف القلب قاتلة. إلا أن معظم من يتعرَّضون لمتلازمة توقف القلب يتعافون بسرعة ولا تكون لديهم آثار طويلة المدى.
تشمل المضاعفات الأخرى لمتلازمة توقف القلب ما يلي:
- تراكم السائل في رئتيك (الوذمة الرئوية)
- انخفاض ضغط الدم (انخفاض ضغط الدم)
- توقف نبض قلبك
- فشل القلب
من المحتمل أيضًا أن تتعرض للإصابة بمتلازمة توقف القلب مرة أخرى إذا تعرضت لحادث آخر يسبب توترًا نفسيًّا. إلا أن احتمالات حدوث هذا منخفضة.
الوقاية
أحيانًا تحدُث متلازمة "القلب المنكسر" مرة أخرى، رغم عدم تعرُّض معظم الأشخاص لحدث ثانِ مُسبِّب للتوتر. يُوصِي العديد من الأطباء بالعلاج على المدى الطويل باستخدام حاصرات مستقبلات بيتا أو الأدوية المشابهة التي تعمل على منع الآثار التلفية التي تُسبِّبها هرمونات الإجهاد على عضلة القلب. قد يُساعد التعرُّف على التوتُّر والتعامُل معه في حياتكَ على منع متلازمة "القلب المنكسر"، رغم عدم وجود أي دليل يُثبِت ذلك في الوقت الحاضر[6].
التشخيص
إذا اشتبه طبيبك في أنك مصاب بمتلازمة "القلب المنكسر"، فسيقوم باستخدام هذه الفحوصات والاختبارات في التشخيص:
- السجل الشخصي والفحص البدني.بالإضافة إلى الفحص البدني العادي، سيرغب طبيبك في معرفة سجلك الطبي، وخاصة ما إذا كنت قد عانيت من أعراض مرض القلب أم لا. لا يعاني عادة الأشخاص الذين أصيبوا بمتلازمة "القلب المنكسر" من أي أعراض مرض القلب قبل تشخيص إصابتهم بمتلازمة "القلب المنكسر". سيرغب طبيبك أيضًا في معرفة إذا كنت قد تعرضت لضغوط شديدة مؤخَّرًا مثل وفاة شخص عزيز.
- مُخطَّط كهربية القلب (ECG).في هذا الاختبار غير المتوغِّل جراحيًّا، يضَع الفني على صدرك الأسلاك التي تسجل النبضات الكهربائية والتي تجعل قلبك ينبض. يسجل مخطط كهربية القلب هذه الإشارات الكهربائية ويمكن أن يساعد طبيبك في الكشف عن عدم انتظام نَظم قلبك وبنيته.
- مُخطَّط صدى القلب (الـ"إيكو").قد يطلب طبيبك أيضًا إجراء مخطط صدى القلب لمعرفة ما إذا كان قلبك قد تضخُّم أو به شكل غير طبيعي وهو علامة للإصابة بمتلازمة "القلب المنكسر". يُظهر هذا الفحص غير الباضِع، الذي يتضمن إجراء الألتراساوند لصدرك، صورًا مفصَّلة لهيكل القلب ووظيفته.
- اختبارات الدم.غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من متلازمة "القلب المنكسر" كميات أكبر من المواد تسمى إنزيمات القلب في الدم.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي (MRI).وفي هذا الاختبار، فإنك تتمدَّد على طاولة داخل آلة طويلة على شكل أنبوب تنتج مجالًا مغناطيسيًّا. وينتج المجال المغناطيسي صورًا تفصيلية لمساعدة طبيبك على تقييم قلبك.
- الصورة الوعائية التاجية (قسطرة القلب).خلال إجراء الصورة الوعائية التاجية، يُحقَن نوع من الصبغة التي تكون مرئية بجهاز الأشعة السينية في الأوعية الدموية لقلبك. ثم بعد ذلك يلتقط جهاز الأشعة السينية بسرعة عددًا من الصور (الصور الوعائية) والتي تُعطي طبيبك نظرة تفصيلية على الجزء الداخلي من الأوعية الدموية.
نظرًا لأن متلازمة "القلب المنكسر" غالبًا ما تشبه مؤشرات المرض وأعراض النوبة القلبية، فإنه غالبًا ما تُجرَى الصورة الوعائية التاجية لاستبعاد الإصابة بنوبة قلبية. لا يعاني الأشخاص المصابين بمتلازمة "القلب المنكسر" غالبًا بأي انسدادات في الأوعية الدموية، بينما يعاني الأشخاص الذين أُصيبُوا بنوبة قلبية عادة بانسداد يكون مرئيًّا في الصورة الوعائية. بمجرد أن يتضح أنك لا تعاني من نوبة قلبية، فسوف يتحقق طبيبك لمعرفة ما إذا كانت مؤشرات المرض وأعراضه ناجمة عن متلازمة "القلب المنكسر".
توصلت دراسة حديثة، إلى أن حالات "متلازمة القلب المكسور" سجلت زيادة بلغت أربعة أضعافها خلال جائحة فيروس كورونا مع ارتفاع مستويات التوتر.
وأفاد الأطباء في Cleveland Clinic بأوهايو، بأن حالات اعتلال عضلة القلب الإجهادي، أصبحت أكثر انتشارا منذ مارس (2020) بين المرضى الذين يعانون من أعراض القلب.
ويمكن أن تشبه أعراض المتلازمة الناجمة عن الإجهاد، النوبة القلبية، حيث ترافقها آلام في الصدر وضيق في التنفس، ولكن دون انسداد الشرايين التاجية الحادة.
وتشمل العلامات الأخرى للحالة تضخم البطين الأيسر وعدم انتظام ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم والإغماء.
وفي بعض الحالات، قد تؤدي إلى صدمة قلبية، وهي حالة غالبا ما تكون قاتلة حيث لا يستطيع القلب ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم.
وقالت طبيبة القلب أنكور كالرا من Cleveland Clinic: "تسببت جائحة كوفيد-19 بمستويات متعددة من التوتر في حياة الناس في جميع أنحاء البلاد والعالم".
وأضافت: "الناس ليسوا قلقين فقط بشأن مرضهم أو أسرهم، فهم يتعاملون مع القضايا الاقتصادية والعاطفية (الانفعالية) والمشكلات المجتمعية والوحدة والعزلة. ويمكن أن يكون للضغط آثار مادية على أجسامنا وقلوبنا، كما يتضح من التشخيص المتزايد لاعتلال عضلة القلب الذي نشهده".
وفي دراستهم، فحصت الدكتورة كالرا وزملاؤها 258 مريضًا عانوا من أعراض القلب المشار إليها باسم متلازمة الشريان التاجي الحادة في مارس وأبريل من هذا العام. وتشمل أعراض المتلازمة التاجية الحادة ألم الصدر وضيق الجانب الأيسر من الجسم والتعرق والغثيان والقيء وضيق التنفس. ووجد الباحثون أن معدل حدوث اعتلال عضلة القلب الإجهادي بين المرضى الذين يعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة ارتفع من حوالي 1.7% إلى 7.8%.
بالإضافة إلى ذلك، كان الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بـ"متلازمة القلب المكسور'' ينتهي بهم الأمر عادة بالبقاء في المستشفى لفترة أطول، مقارنة بالذين أصيبوا بالمتلازمة قبل تفشي فيروس كورونا الجديد، فيما لم يكن هناك فرق في معدل وفيات مرضى المتلازمة قبل وبعد ظهور الوباء.
وقال غرانت ريد المشارك في الدراسة، وعالم أمراض القلب في Cleveland Clinic: "في حين أن الوباء مستمر في التطور، فإن الرعاية الذاتية خلال هذا الوقت العصيب أمر بالغ الأهمية لصحة القلب وصحتنا بشكل عام".
وتابع: "بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالإرهاق بسبب التوتر، من المهم التواصل مع مقدم الطبيب. ويمكن لممارسة الرياضة والتأمل والتواصل مع العائلة والأصدقاء، مع الحفاظ على التباعد وتدابير السلامة، أن يساعد في تخفيف القلق".
المصدر: ديلي ميل[7]
وبحسب الدراسة التي نُشرت في المجلة الطبية «جاما نتوورك أوبن»، كان المرضى خلال فترة تفشي الوباء أكثر عرضة مرتين لمتلازمة القلب المكسور.
ونظرت الدراسة إلى 1.914 مريضًا من خمس فترات متميزة لمدة شهرين، بما في ذلك عينة من أكثر من 250 مريضًا أدخلوا المستشفى في مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، خلال ذروة الوباء. وخلصت الدراسة إلى أن الزيادة كانت مرتبطة على الأرجح "بالضغط النفسي والاجتماعي والاقتصادي» الناجم عن الوباء، والذي يشمل «الحجر الصحي المفروض، ونقص التفاعل الاجتماعي، وقواعد التباعد الاجتماعي الصارمة وعواقبه الاقتصادية على حياة الناس."
وقال الدكتور أنكور كالرا، طبيب القلب الذي قاد الدراسة: "لقد خلق الوباء بيئة موازية غير صحية... إن المسافة العاطفية (التباعد العاطفي) ليست صحية. التأثير الاقتصادي ليس صحيًا. لقد رأينا ذلك على أنه زيادة في الوفيات غير الناجمة عن الإصابة بفيروس (كورونا)، وتشير دراستنا إلى أن اعتلال عضلة القلب الإجهادي ارتفع بسبب القلق الذي أحدثه الوباء."
كما أثارت سلطات الصحة العامة في الولايات المتحدة وخارجها مخاوف بشأن تأثير الفيروس التاجي على الصحة العقلية.
وقال المدير العام لـ«منظمة الصحة العالمية»، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مايو (أيار): "إن تأثير الوباء على الصحة النفسية للناس يثير القلق بالفعل."[8]
العلاج
لا يوجد علاج موحد لمتلازمة "القلب المنكسر". يماثل العلاج علاج النوبة القلبية إلى أن يتضح التشخيص. يبقى معظم الناس في المستشفى أثناء تعافيهم.
بمجرد أن يتضح أن متلازمة القلب المنكسر هي السبب في أعراضك، فمن المرجح أن يصف لك طبيبك أدوية القلب لتتناولها أثناء وجودك في المستشفى، مثل مثبِّطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) أو مثبِّطات مستقبلات أنجيوتنسين 2 أو مثبِّطات بيتا أو مُدِرَّات البول. تساعد هذه الأدوية على تقليل عبء العمل على قلبك أثناء التعافي، وقد تساعد في منع حدوث المزيد من النوبات.
يتعافى الكثير من المرضى في غضون شهر أو نحو ذلك. ستحتاج على الأرجح إلى إجراء مخطَّط صدى قلب (إيكو) آخر في غضون فترة من أربعة إلى ستة أسابيع بعد ظهور الأعراض لأول مرة، وذلك للتأكُّد من تعافي قلبك. اسأل طبيبك عن المدة التي ستحتاجها لمواصَلة تناوُل هذه الأدوية بمجرد تعافيك، حيث يمكن إيقاف معظمها في غضون ثلاثة أشهر.
لا تساعِدُ الإجراءات التي تُستخدَم غالبًا لعلاج النوبة القلبية -مثل رَأْب الوعاء بالبالون ووضع دعامات أو حتى الجراحة- في علاج متلازمة "القلب المنكسر". تعالج هذه الإجراءات الشرايين المسدودة، التي لا تسبِّب متلازمة "القلب المنكسر". لكن، يمكن استخدام تصوير الأوعية التاجية لتشخيص سبب ألم الصدر[9].
مقتبس من شبكة الإنترنت
(التوضيحات ما بين الأقواس، من تحرير موقعنا)