دراسات علمية
في دراسة امتدت ستة أسابيع، تم تقسيم ما يقرب من خمسمئة شخص إلى أربع مجموعات. طلب من اثنتين من المجموعات القيام بتصرفات لطيفة، إحداهما تقوم بذلك تجاه الآخرين والأخرى تجاه العالم «قد يقومون بجمع وطلب من المجموعة الثالثة القيام بأمور لطيفة تجاه أنفسهم «تقديم مكافأة إلى أنفسهم مثلاً»، أما المجموعة الرابعة فلم تقم بأي تصرفات لطيفة على الإطلاق لغرض المقارنة.
تم قياس العافية النفسية والعاطفية لكل فرد منهم قبل الدراسة وبعد مرور الأسابيع الستة.
بعد مضي الأسابيع الستة، كان الأكثر سعادة هم أولئك الذين كانوا لطفاء تجاه العالم والآخرين. في المقابل، لم يبلغ الذين كانوا لطفاء نحو أنفسهم عن أي تغيير جوهري في إحساسهم بالسعادة، الأمر الذي قد يكون بمثابة مفاجأة بالنسبة إلى البعض.
وجدت دراسة مماثلة أن الأشخاص الذين ذكروا ضمن إجابتهم على أسئلة عامة تغطي مواقف مختلفة، أمورا مثل «تطوعت بوقتي»، «أعطيت مالاً إلى محتاج» أو «استمعتُ باهتمام إلى وجهة نظر شخص آخر» كانوا أكثر سعادة، وأكثر رضا عن حياتهم، وكان إحساسهم بالعافية أقوى مقارنة مع من كانوا أكثر تركيزًا على أنفسهم.
عندما طلب العلماء في جامعة «كولومبيا البريطانية» في «كندا» من 632 شخصًا أن يسجلوا يوميًّا كيفية إنفاقهم لأموالهم على مدار شهر، خلال تدوين كل شيء بدءًا من تسديد الفواتير إلى التسوق، تناول الغداء وتقديم الهبات إلى الجمعيات الخيرية والهدايا إلى الآخرين، وجدوا أن أكثر الناس سعادة هم من سجلوا إنفاق الأموال على الآخرين.
في جزئية أخرى من الدراسة نفسها، تم إعطاء المتطوعين خمسة دولارات أو عشرين دولارًا، وطلب من نصفهم أن ينفقوا المال قبل انتهاء اليوم على الآخرين، وطلب من النصف الآخر إنفاق المال على أنفسهم. في نهاية اليوم، بصرف النظر عن مقدار ما قدم لهم من مال، كان أولئك الذين أنفقوا المال على الآخرين أكثر سعادة.
فيما يلي نتائج دراسة استقصائية أمريكية واسعة أجراها «آلان لوکاس» (Allan Luks) عن عادات الصحة، السعادة، والعمل التطوعي لدى 3،296 شخصًا، وسجلها في كتابه، «القوة الشافية لعمل الخير» The Healing Power of Doing Good عام 1979.
النسبة المئوية من عدد 3296 شخص |
شعورهم عندما قاموا بمساعدة شخص ما |
95% |
شعروا بالرضا |
80% |
مشاعر إيجابية لازمتهم ساعات أو «أيامًا» بعدها |
57% |
زاد شعورهم بالقيمة الذاتّية |
54% |
شعروا على الفور بشعور محب ودافئ. |
53% |
شعروا أنهم أكثر سعادة وتفاؤلاً |
29% |
اكتسبوا المزيد من الطاقة |
21% |
شعروا بالبهجة |
لقد أوضح لوكاس، على نحو جوهري، أن اللطف يجعلنا أكثر سعادة.
أثناء تلخيص جزء كبير من الدراسة المذكورة أعلاه، وبعضا من المشاهدات الشخصية، ذكر «آلان لوكاس» أن الذين يمدون يد العون للناس تقل لديهم الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، كما تقل لديهم نوبات الصداع النصفي. لقد كان نومهم أفضل ولجوءهم إلى الإفراط في الأكل أقل. يشعر مرضى الذئبة الذين قاموا بمساعدة الآخرين بألم أقل. أما الذين يعانون من الربو فقد وجدوا بعض الارتياح من أعراضه. حتى إن بعض المرضى ممن خضعوا إلى الجراحة، تماثلوا للشفاء بسرعة أكبر.
ممارسة اللطف تؤثر على الاكتئاب و القلق الاجتماعي
من الطبيعي جدًا، إذا كنا نشعر بالحزن، أن نُركز على أنفسنا، وحتى أن نكافئ أنفسنا على أمل أن يجعلنا ذلك نشعر بحال أفضل. في حين أن ذلك كثيرًا ما ينجح، ويمكن أن يكون هامًا بالنسبة إلى بناء الثقة في النفس، إلا أن الأبحاث الحديثة أوضحت أن الخيار الأفضل قد يكون بالفعل هو مساعدة الآخرين أو إحداث فارق في العالم. كما أشارت أيضًا تلك الأبحاث إلى أن اللطف يُعد تدخلاً قويًّا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون القلق الاجتماعي.
دائمًا ما يكون الميل في حالة الاكتئاب نحو الانسحاب إلى داخل أنفسنا. أفهم ذلك جيدًا، لأنني عانيت منه في حياتي الخاصة، بحيث يُعّد التركيز في اتجاه الخارج، التركيز على مساعدة الآخرين، أمرًا غير متوقع. لا تبدو فكرة تقديم المساعدة إلى الآخرين، في الوقت الذي تكون أنت من يحتاجها، منطقية في البداية، ولكن عندما ننظر إلى الخارج، إلى معاناة أو احتياجات الآخرين، تدبُّ الحياة في ميلنا الطبيعي إلى الاهتمام بالآخرين، ويتبدد عبء الاكتئاب تدريجيًّا.
مسألة أخلاقية: إن التساؤل عند تلك النقطة، عن كون تقديمك المساعدة للآخرين كي تشعر بسعادة أكبر، فعلاً أنانيًّا أم لا، يصبح مسألة غير مهمة. حاول أن تقول لشخص يعاني من الاكتئاب أنه يعتبر أنانيًّا لأنه يُساعد الآخرين. إنه بكل تأكيد لا ينظر إلى الأمر على ذلك النحو، ولا هو يهتم! إنه يلجأ إلى أي شيء كي يشق طريقه خروجًا من الظلام! إنّ اللطف هو أحد الطرق.
ممارسة اللطف تؤثر على أدمغتنا Our brains وجهازنا العصبي، وتحسين حالة قلوبنا
تبين الأبحاث أن اللطف يغير كيمياء أدمغتنا. إنه يعزز مستويات «الدوبامين» و«السيروتونين»، وهي الرسل الكيميائية المعنية بالمشاعر الإيجابية. كما إنه يقوم بإنتاج «الأوكسيتوسين»، «هرمون الترابط» حتى إنه يقوم بإنتاج «الأندروفين»، وهو نسخة الدماغ الطبيعية عن «المورفين» و«الهيروين». يمنحنا اللطف فعليا انتشاء شرعيًا بالكامل.
يُشير بعض الباحثين إلى ممارسة «اللطف الحاني/الودود/العطوف Loving-kindness» أمرٌ يسفر بالفعل عن تغيرات فيزيائية في الدماغ، في كلٍّ من الجانب الأيسر من القشرة قبل الجبهية «فوق أعيننا بقليل»، والذي كثيرا ما يعتقد أنه مركز الإيجابية والرحمة، والمنطقة المعروفة بـ الجزيرة، والتي تعتبر مركز التعاطف.
توقف وفكر لحظة: إننا لا نتحدث ببساطة عن كيف يبعث فينا اللطف شعورًا جيدًا، إنما نتحدث عن تغيرات فيزيائية في الدماغ تترتب على التفكير في أن نكون لطفاء ورحماء، وشعورنا بمشاعر اللطف والرحمة الدافئة والداعمة، واتخاذنا التصرف الملائم.
لقد تم حتى اليوم اختبار ممارسة «اللطف الحاني/الودود/العطوف Loving-kindness» (كتأمل بوذي)، في الغرب، على نحو موسّع من ناحية الخصائص المحفزة للسعادة والفرح. أجرت الطبيبة النفسية «باربرا فريدريكسون» (Barbara Fredrickson) من جامعة «كارولاينا الشمالية في تشابيل هيل» واحدة من مثل هذه الدراسات وشملت 139 شخصًا قاموا بممارسته يوميًّا على مدى سبعة أسابيع.
كانت النتائج مذهلة تمامًا. كان هناك زيادات في اختبار المشاركين اليومي للمشاعر الإيجابية، والتي شملت الحب، الفرح، الامتنان، الرضا، الأمل، الفخر، الاهتمام، الاستمتاع، والدهشة. شعروا نتيجة لذلك، بمزيد من التفاؤل، والمزيد من وضوح القصد وسيطرة أكبر على حياتهم، واستمتعوا بالتحسينات في نوعية علاقاتهم، واختبروا صحة أفضل وإحساسا أكبر بالرضا عن الحياة.
أما الفائدة الأخرى من التجربة فكانت أن الإيجابية تولد الإيجابية. كانت الزيادة في المشاعر الإيجابية التي يشعرون بها بعد كل أسبوع من التأمل ترتفع فعليا بالممارسة. في الأسبوع الأول، كانت الزيادة 0.06 وحدة لكل ساعة تأمل، ولكن بعد سبعة أسابيع من الممارسة، كانت ساعة واحدة من التأمل تساوى 0.17 وحدة من الزيادة في المشاعر الإيجابية، والتي هي مؤشر على تغيرات فيزيائية في الدماغ.
الجهاز العصبي: العصب المبهم/الحائر
يحافظ نشاط العصب الحائر الجيد على عملية «الراحة والهضم والتجديد» في الجسم. إنه يساعد الجسم على الحصول على الراحة التي يحتاج، هضم الطعام كي يتغذى ويتزود بالطاقة، وإعادة بناء نفسه عندما يحدث الاستهلاك.
كيف تزيد نشاط العصب الحائر لديك
يسير نشاط العصب الحائر جنبًا إلى جنب مع التعاطف واللطف، ويتصل بمجموعة واسعة من سلوكيات التعاطف واللطف.
إن أول من قام بالتعرف على هذا الرابط هو «ستيفان بورجس»، من جامعة «شيكاغو»، والذي اكتشف وجود ارتباط بين العصب الحائر وعلاقاتنا الاجتماعية فيما عرف على نطاق واسع باسم «نظرية الوظائف المتعددة للعصب الحائر» «Polyvagal Theory».
السؤال هو، بالنظر إلى ارتباط ارتفاع نشاط العصب الحائر مع القدر الأكبر من التعاطف والميل الشديد إلى اللطف، وارتباط انخفاض نشاط العصب الحائر مع انخفاض التعاطف والسلوك الأقل لطفا، هل يمكن أن تزيد ممارسة التعاطف واللطف فعليا من نشاط العصب الحائر؟
بالطبع يمكن. إن ممارسة اللطف والتعاطف هي الطريقة التي نقوم من خلالها باصطحاب العصب الحائر إلى النادي الرياضي.
في دراسة أجرتها الطبيبة النفسية «باربرا فريدريكسون» وفريقها في جامعة «كالورينا الشمالية، تشابيل هيل»، حضر خمسة وستون رجلاً وامرأة دروسًا أسبوعية من تأمل المحبة واللطف «ميتا» في مدة ستة أسابيع، وتم تشجيعهم على ممارسة التأمل يوميًّا. تمت مقارنتهم مع مجموعة ضبط ممن لم يمارسوا التأمل، وتم قياس نشاط العصب الحائر لدى كل شخص في بداية الدارسة ومرة أخرى في نهايتها. بعد مضي ستة أسابيع، ارتفع نشاط العصب الحائر على نحو هائل لدى متأملي «ميتا»، في حين لم يتغير على الإطلاق في مجموعة الضبط. لقد رفعت ممارسة التعاطف واللطف مباشرة من نشاط العصب الحائر.
يكرر ممارس التأمل سلسلة من الأمنيات مثل: «أتمنى أن يكون «أحد الأحبة» محاطا بالمحبة واللطف، أن يكون بخير، في سلام وراحة بال، في سعادة وخاليا من المعاناة». إنهم يركزون أمنياتهم على أنفسهم، أحبائهم، أناس عشوائيين، أشخاص يسببون لهم بعض الضغط النفسي وكافة الكائنات المرهفة «كل الحياة»، في دائرة تعاطف تتسع بالتدريج. مع الممارسة، يبني ذلك شعورًا قويًّا بالتعاطف ودافعًا إلى أن تكون لطيفًا.
القلب
أما بالمسبة للقلب، فيتسبب «الأوكسيتوسين» في جعل كافة الخلايا على طول جدران شرايننا تسترخي. بعد ذلك تتسع الشرايين، أو تتمدد، فيما يعرف بتوسع الأوعية الدموية، الأمر الذي يعني ثلاثة أمور : 1 - يستطيع مزيد من الدم أن يتدفق عبر الشرايين، 2 - يمكن إيصال كم أكبر من الدم إلى القلب - والأعضاء الأخرى، 3 - انخفاض ضغط الدم. إن انخفاض ضغط الدم يعني في نهاية المطاف الحماية ضد النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
إذن فإنّ تسلسل الأحداث، ما يشبه تأثير الدومينو الداخلي، إذا صح التعبير، يسير على النحو التالي: ينتج اللطف «الأوكسيتوسين»، والذي بدوره ينتج حمض «النتريك» و«ببتيد مدر الصوديوم الأذيني»«ANP»، واللذين يعملان على توسيع الشرايين وتخفيض ضغط الدم. هكذا يكون اللطف محصّنًا للقلب.
يمكننا أن نستعيض بأي شعور أو طريقة تُنتج «الأوكسيتوسين»، مثل التواصل العاطفي الدافئ، الرحمة، الحب، المودة، المشاركة، الجنس، العناق، الترابط مع بعضنا البعض أو مع الحيوانات، وما إلى ذلك.
"عناق واحد يوميًّا يُبقي طبيب القلب بعيدًا"
إلا أنه ليس من الضروري أن تكون فعليًّا في موقف عاطفي أو لطيف كي تُنتج «الأوكسيتوسين»، تماما كما أنه ليس من الضروري أن تكون في موقف مكرب كي تُنتج هرمونات الإجهاد. إن مجرد التفكير حتى في شخص تحبه، في تجربة لطف أو ارتباط أو لحظة تواصل دافئ ينتج «الأوكسيتوسين». إن المشاعر هي التي تفعل ذلك. دور «الأوكسيتوسين». إنه يقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهاب في الشرايين وعلى امتداد الجهاز المناعي على حد سواء.
كذلك لسنا في حاجة إلى أن نكون منخرطين في علاقة عاطفية كي نتمتع بعلاقات ذات نوعية جيدة، إذ يمكن أن نحظى بها مع العائلة أو الأصدقاء، الجيران، أو زملاء العمل. قد نتفاعل مع الشخص الذي يقوم بتوصيل البريد، أو مع المساعد في المتجر، بينما تكون أفضل العلاقات بالنسبة إلى كثير من الأشخاص هي مع الحيوانات. تُؤخذ كافة أنواع العلاقات في الحسبان، وطالما أنها علاقة لطيفة، فهي مفيدة للقلب.. مجرد طمأنتك لأحدهم أو دعمك لصديق أو حبيب كافية كي تُنتج «الأوكسيتوسين» لديك.
تعكس تجربة «مورين» مجموعة كبيرة من الأبحاث العلمية والتي تشير هي الأخرى إلى أن اللطف يتصدى للإجهاد. في دراسة أجرتها «إيميلي آنسيل» (Emily Ansell) من كلية الطب جامعة «ييل»، حيث تلقى سبعة وسبعون متطوعًا اتصالاً آليًّا على هواتفهم الذكية كل مساء على مدى أسبوعين يحثهم على ملء تقييم يومي على الانترنت. كان قد طُلب منهم تسجيل الأحداث المسببة للإجهاد فيما يخص العمل، العلاقات، الأمور المالية، الصحة، والمجالات الأخرى. كان قد طُلب منهم أيضا أن يسجلوا أي تصرفات لطيفة قاموا بها، مثل الإمساك بالباب مفتوحًا، مساعدة أحدهم في واجبه المدرسي، الإطراء على شخص ما، وما إلى ذلك.
وجدت «آنسيل» أن أولئك الذين أفادوا عن تصرفات لطيفة أكثر من غيرهم اختبروا مشاعر سلبية وإجهادًا أقل. حتى عندما أفاد بعضهم عن عدد من الأحداث المسببة للإجهاد، في اليوم نفسه الذي حدثت فيه كذلك الكثير من الأمور اللطيفة البسيطة، كان تأثير الأحداث المسببة للإجهاد قليلاً أو منعدمًا على مشاعرهم أو إحساسهم بالعافية. في الأيام التي لم يُفيدوا فيها عن القدر نفسه من التصرفات اللطيفة، اختبروا مشاعر سلبية أكثر استجابة للأحداث المسببة للإجهاد.
يقوم اللطف بإبطال تأثيرات الأحداث المسببة للإجهاد.
مجمل القول إنه عندما يرتفع مستوى اللطف في حياتنا، ينخفض مستوى المشاعر السلبية والإجهاد. حتى إذا اختبرنا أحداثًا مسببة للإجهاد، يستطيع اللطف أن يخمد المشاعر السلبية.
في دراسة أخرى، كان قد طلب من أشخاص يعتبرون «عدائيين» وممن كانوا يعانون ألما في الصدر أن يقوموا بغسل ملابس بعضهم البعض. على نحو لا يصدق، عمل هذا التصرف اللطيف البسيط على تقليل الألم في صدرهم.
من المضحك كيف أن القيام بغسل ملابس شخص آخر يستطيع بطريقة ما، أن يفعل فعل دواء القلب.
إن الرحمة والامتنان وهما جانبان من جوانب اللطف بالمعنى الأشمل، أيضًا يزيدان السعادة
الرحمة تزيد السعادة
«ومن يرحم المساكين فطوبى له» (سليمان الحكيم - سفر الأمثال 14:21)
إن الرحمة تعني انخراطك في معاناة أحدهم، مشاطرته إياها متمنيا له التخفيف، وهي تأتي قبل اللطف تمامًا.
إنني أنظر إلى تطور التعاطف إلى رحمة ثم إلى لطف مثل البذرة التي تنمو إلى زهرة:
التعاطف يعني «أنا أشعر بك»: أرى ألمك وأشاطره معك. إن التعاطف هو بذرة تنمو لتصبح ساقًا من الرأفة. بينما الرحمة شعور أعظم، إنها تشمل التعاطف، لكنها تضيف الأمنية الواعية بأن تتحرر من المعاناة: «أشعر بألمك، لكنني أريدك أن تتحرر منه». إنها تضيف حتى الاستعداد لتقديم المساعدة.
ثم تنمو الساق إلى زهرة مكتملة من اللطف، والذي هو المسلك الصادق الذي ينبثق من الرحمة.
في دراسة تدور حول الرحمة أجراها الباحثون في جامعة «يورك» في «المملكة المتحدة»، على 719 شخصا توزعوا بين من قاموا بتصرفات رحيمة مدة أسبوع، أو كانوا في مجموعة الضبط. كان قد طلب من أولئك الذين في مجموعة التصرفات الرحيمة أن يبادروا بها تجاه الأشخاص الذين يلاحظون أنهم يعانون، كأن يتحدثوا على سبيل المثال مع شخص مشرد.
على مدى ستة أشهر التالية، أصبح أولئك الذين مارسوا الرحمة أكثر سعادة وازدادت ثقتهم في أنفسهم. لقد أفضى اللطف الذي في التصرفات الرحيمة إلى السعادة.
لطف الامتنان
الامتنان Gratitude: "الصفة الخاصة بكونك شاكرًا، الاستعداد لإظهار تقديرك للطف والرد بالمثل. عدُّ النعم."
لستُ الذي أقول ذلك وحسب، بل هو أيضا خلاصة دراسة امتدت عشرة أشهر ضمت 192 شخصًا، أجراها الأطباء النفسيون في جامعة «کالیفورنيا» في «ديفيس» و جامعة «ميامي» عام 2003. تعين على المشاركين أن يقوموا مرة في الأسبوع بكتابة خمسة أمور كانوا ممتنين تجاهها «مجموعة الامتنان»، أو خمس إزعاجات «مجموعة الإزعاجات»، أو مجرد خمسة أمور حدثت الأسبوع السابق «مجموعة الضبط من أجل المقارنة». تمت تسمية الدراسة باسم دراسة «النعم مقابل الأعباء».
في نهاية الأسابيع العشر، كان أولئك في مجموعة الامتنان أسعد بكثير من أولئك في مجموعة الإزعاجات. مقارنة مع مجموعة الضبط، لقد جعل الامتنان الناس أكثر سعادة فيما جعلهم التركيز على الإزعاجات تعساء.
تضمنت الدراسة بعض المقاييس الإضافية عن العافية الشاملة. كان أحدها هو كم المشاعر الإيجابية التي اختبرها المشارك. لقد استمتع الذين في مجموعة الامتنان على نحو ملحوظ بقدر أكبر من المشاعر الإيجابية في حياتهم اليومية ممن هم في مجموعة الإزعاجات. عمومًا، كان المشاركون في مجموعة الامتنان أكثر فرحًا، حماسًا، حيوية، اندفاعًا، إصرارًا، قوة، اهتمامًا، ولطفًا من أولئك في مجموعة الإزعاجات.
حسب شهادة أصدقاء وأقارب المشاركين، أصبح أولئك الذين قاموا بتمرين الامتنان أكثر لطفًا ومراعاة لمشاعر الآخرين.
بالتالي، يعد الامتنان ممارسة رائعة من أجل تحسين السعادة عمومًا.
النسبة السحرية: اللطف يحسن العلاقات
اشتهر «جون جوتمان»، الحاصل على الدكتوراه الفخرية في علم النفس من جامعة «واشنطن»، بعمله في مجال العلاقات والاستقرار الزوجي. لقد شكل عمله في الحقيقة الأساس للجزء الأكبر من حركة الاستشارات الزوجية.
من خلال دراسة تفاعل الزوجين مع بعضهما فترة قصيرة فقط، يكون قادرا على التنبؤ بالعلاقات التي سوف تصمد أمام تحدي الزمن. يقول إن هناك نسبة سحرية في كيفية ارتباطنا ببعضنا البعض. طالما نقول أو نفعل أكثر من خمسة أمور إيجابية في مقابل أمر سلبي واحد، يكون من المرجح أن تنجح العلاقة. تلك هي النسبة السحرية: واحد أمام خمسة. تنزع الإيجابيات إلى أن تتضمن اللطف، المودة، الحب، الدعم والإنصات، بينما تنزع السلبيات إلى أن تتضمن الازدراء، العدائية، الغضب، الأحكام السلبية، الأنانية، واللامبالاة.
في أحد الأمثلة من عمله، قام «جوتمان» وزملاؤه بإجراء دراسة على 700 من الأزواج حديثي العهد. تحدث الزوجان إلى بعضهما مدة خمسة عشر دقيقة فقط. مع ذلك تنبأ علماء النفس من خلال عد الإيجابيات والسلبيات بالذين سوف يبقون معًا بعد عشر سنوات بدقة بلغت نسبة 94 في المئة.
إنّ اللطف هو غراء العلاقة. في الحقيقة لسنا في حاجة إلى أن يخبرنا العلم بذلك، إذ إن البديهة والخبرة الشخصية هي مختبراتنا الخاصة، بصرف النظر عن كون العلاقة المختبرة مع حبيب، صديق، زميل عمل، أو قريب. إلا أن بحثًا كهذا يفيد في أنه يلقي الضوء على بعض العوامل ذات الأهمية البالغة في بناء علاقة دائمة.
في جزء آخر من عمل «جوتمان» (Gottman's)، قام بدراسة 130 زوجًا حديثي العهد فيما يقضون يومًا عاديًّا. قام بوصف سلوك نراه يوميا في العلاقات، عندما يستدعي أحد الشريكين على سبيل المثال انتباه الآخر من خلال كلمات من قبيل «تعال وشاهد هذا».
هذا ما يسميه «عرضًا». إنه ببساطة طلب للتواصل. لا يهم حقًا ما الذي يحاول الشخص جذب انتباه الطرف الآخر إليه، فما يلتمسه من وراء ذلك هو التواصل وحسب. إن المفتاح هو فهم ذلك والاستجابة إليه.
درس «جوتمان» كيفية استجابة الأشخاص إلى «عروض» شركائهم ووجد أنهم إما أن «يلتفتوا إليها» أو «ينصرفوا عنها».
إن الالتفات إليها كان يعني أنهم يولون انتباههم على نحو أساسي إلى شركائهم، أي إظهار اللطف. أما انصرافهم عنها على الجانب الآخر، فكان يعني أنهم لا يولون انتباههم إلى شركائهم، أو أن ردهم كان فاترًا، كأن يقولوا: «امم، نعم، جميل»، بينما يبقى تركيزهم منصبًا على التلفاز أو هاتفهم، أو أن يردوا بازدراء أو عدائية.
بعد ذلك قام «جوتمان» بمتابعة الأزواج بعد مرور ست سنوات. لقد اكتشف أن أولئك الذين لا يزالون معا بعد هذه المدة كانوا قد التفتوا إلى شركائهم بنسبة سبعة وثمانين في المئة من الوقت. أما الأزواج الذين انفصلوا فقد التفتوا إلى شركائهم فقط بنسبة ثلاثة وثلاثين في المئة من الوقت.
تشهد العلاقة النموذجية «عروض» تواصل عدة مرات يوميا، ويوفر كل منهما فرصة للقيام بتصرف لطيف بسيط. قد تبدو تلك التصرفات بسيطة وتافهة، إلا أنّها الغراء الذي يحفظ العلاقة متماسكة.
في العلاقة العاطفية، تكون الأمور الصغيرة هي ما يهم لأنها تشكل الغالبية العظمى من «العروض». الانصات عندما تتحدث، أكواب الشاي، فرك الظهر، المساعدة في إنجاز المهام، الاستجابة إلى احتياجاتك، فحتى بعد يوم عمل، هذه هي الأمور اللطيفة التي تُحدث فارقًا.
عندما نقوم بتلك التصرفات اللطيفة، تُصبح علاقاتنا أكثر قوة، ويزيد احتمال صمودها في وجه اختبار الزمن.
أظهرت دراسة «شيلي غايبل» (Shelly Gable)، أستاذة علم النفس في جامعة «كاليفورنيا - سانتا بارابرا»، والتي أجرتها على الأزواج والأصدقاء والأشقاء وشركاء السكن أنّ اللطف النابع من الحبيب أو الصديق يجعلنا نشعر أن هناك من يفهمنا، ويؤيدنا، ويمنحنا أهمية. عندما يُظهر لنا أحدهم اللطف نكافئه بأن نحبه أكثر من أجل ذلك. إجمالاً، في كل علاقة تشتمل على اللطف، يكون هناك رضا أكثر وصراعًا أقل، عدائية وغضبا أقل، ومرحًا واسترخاءً أكثر.
يعمل اللطف على إخراج أفضل ما في الناس، إنّه يمنحهم الثقة والحرية كي يُظهروا ذواتهم الأوسع.
أيّ كانت بيئة عملنا، فإننا نبذل جهدًا أكبر من أجل أولئك الذين يعاملوننا بلطف. إننا نقدم أداءنا الأفضل إذا صح التعبير. كذلك يبني لنا اللطف شبكة أمان.
نشعر أنه لا بأس أن نقترف الأخطاء. لذا نشعر أنه لا بأس أن تطلق العنان لأنفسنا أيضًا، وفي كثير من الأحيان نتوسّع لنكون نسخة جديدة من أنفسنا.
تأثير الدومينو: اللطف معدي
قام «جيمس فاولر» (James Fowler) ، المختص في الوراثيات الطبية، وعالم الاجتماع في «جامعة كاليفورنيا، سان دييغو»، مع «نيكولاس كريستاكيس (Nicholas Christakis)، الأستاذ في جامعة «هارفارد» سابقا، وأستاذ العلوم الاجتماعية والطبيعية حاليًا في جامعة «يال»، بالكثير من الأبحاث في موضوع التأثيرات المتموجة.
لقد أوضحا أن المشاعر معدية من خلال الشبكات الاجتماعية، حيث يتسبب الشخص الذي يشعر بالسعادة في جعل الذين يحيطون به يشعرون بسعادة أكبر، والذين يتسببون في حمل من حولهم على الشعور بسعادة أكبر وهكذا. لقد قاموا بالأمر نفسه مع اللطف، إذ قاموا في دراستهم العلمية الفريدة من نوعها بقياس المدى الذي وصلت إليه تموجات اللطف.
قام «فاولر» و«كريستاكيس» بحساب امتداد التأثير المتموج إلى ثلاث درجات منفصلة، أي خلال ثلاث جولات لاحقة للتبرع الكبير الأول.
يُشير ذلك في حقيقة الأمر إلى ما يحدث في الحياة الواقعية. تنتشر التصرفات اللطيفة العادية إلى ما هو أبعد من الشخص نفسه الذي قمت مساعدته.
في الحياة الواقعية، تعني «قاعدة الثلاث درجات» أنه في كل مرة نكون فيها لطفاء، ونُلهم شخصاً آخر كي يكون لطيفًا «هذه درجة واحدة»، وإذا ألهم آخر «درجتان»، وإذا ألهم آخر «ثلاث درجات».
من المؤكد أننا في الحياة الواقعية تلهم أكثر من شخص واحد في كل مرة، فيقوم كل واحد منهم بإلهام آخرين، وهو ما أوضحه «فاولر» و«كريستاكيس».
في المتوسط، إذا ألهم تصرفك اللطيف أربعة أشخاص، وقام كل منهم بأمر لطيف ألهم بدوره أربعة أشخاص آخرين، ألهم كل واحد منهم أربعة آخرين، تكون حينذاك قد ساعدت 64 شخصاً «4×4×4» بتصرف لطيف واحد منك، ومعظمهم أشخاص لن تقابلهم أبدًا طوال عمرك.
بعبارة أخرى، إنك على الأرجح تؤثر كل يوم في حياة عشرات أو حتى مئات من البشر دون أن تدرك، تماما كما ترفع حصاة واحدة تلقى في بركة عشرات أو حتى مئات من أوراق الزنبق على سطح الماء.
في واقع الحال، لا بد أنك على علم بالفكرة التي تقول «كما تدين تدان» أو «مثلما تزرع تحصد». يميل الناس إلى مساعدة أولئك الذين يساعدون الآخرين، ولذلك فإن اللطف كثيرًا ما يعود ليباركك.
انشر الكلمة
إن اللطف ينتشر كالموجة! لا شك في ذلك. من الطرق التي يستطيع كل واحد منا أن يساعد في استمرار العملية من خلالها هي التحدث عن الأمور اللطيفة التي شاهدناها، قمنا بها، أو كنا نحن الطرف المتلقي لها. قم بإنشاء مجموعات نقاش حول اللطف وشارك تجاربك مع الآخرين. قم بمشاركة مقاطع مصورة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. كلما زاد عدد أولئك الذين يشعرون بالتحليق نتيجة أنهم شهدوا تصرفات لطيفة أو علموا بها، خلقنا المزيد من أمواج اللطف.
إن تلك الأشياء التي تبدو بسيطة ـ المبادلات الصغيرة، الابتسامات، مد يد العون، هي التي تحدث فارقًا في عالمنا. إنها تزيد المحبة. يحيك اللطف بهذه الطريقة نسيج المجتمع الإنساني. إنه يحفظ عائلاتنا، صداقاتنا، ومجتمعاتنا متماسكة.
يعمل اللطف أيضًا على رفع الروح المعنوية، وهو يجعلنا نشعر بالتحليق. إنه يُذكرنا بحقيقتنا ومغزى الحياة. إذا ساورك يومًا الشك فيما ينبغي أن تفعل أو أي اتجاه تسلك، كن لطيفًا، حيث إن اللطف هو دائمًا الأمر الصائب، وهو دائمًا الطريق الصحيح.
تحدي سبعة أيام من اللطف
أود أن أدعوك إلى تحدي القيام بتصرف لطيف واحد يوميًّا على الأقل لمدة سبعة أيام متتالية. القصد من وراء ذلك هو جعل الناس يبتسمون، ورفع روحهم المعنوية، وأن تحدث فارقًا.
لقد وضعت بعض القواعد لجعل الأمر مثيرًا للاهتمام، ومساعدتك «والآخرين» على الحصول على أقصى استفادة من الأمر:
1 ـ يجب أن يكون أمرًا مختلفًا كل يوم. تستطيع القيام بالأمر نفسه في يومين مختلفين، ولكن لا يتم احتساب سوى المرة الأولى.
2 ـ عليك أن تحمل نفسك على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك مرة واحدة على الأقل، أعني القيام بأمر يُظهر إمكانياتك.
3 ـ يجب أن يكون هناك على الأقل واحد من تصرفاتك اللطيفة مجهولاً. بمعنى أنه يجب ألا يعلم أحد أنك من قام به. لا يمكنك إخبار أي أحد عنه.
إذا أردت المضي أكثر في الأمر، تستطيع أن تجعله تحدي واحد وعشرين يومًا من اللطف! دعني أعلم كيف تسير الأمور.
لا حاجة بنا إلى القيام بتغيير حياة أحدهم حتى «توصف» بأننا أشخاص لطفاء.
إن الأمور الصغيرة التي نفعلها هي التي تهم، لأنها الأمور التي نقوم بها في أغلب الأحيان.
أمثلة لتصرفات من اللطف
- قم بكتابة بطاقة شكر لشخص ما.
- الدفع لموقف سيارة شخص ما.
- مساعدة صديق في الواجب الدراسي.
- زيارة أحد الأقارب من كبار السن.
- اعرض على أحد المسنين القيام بحمل مشترياته.
- اسمح لأحدهم بالدخول أمامك في طابور الانتظار في المتجر.
- ادفع ثمن زوج إضافي من تذاكر السينما، واطلب من الموظف أن يُقدمها إلى شخص يشعر أنه سوف يقدرها.
- اترك بعض المال في صندوق المقهى، واطلب من المشرف أن يستخدمه في دفع ثمن قهوة الجميع إلى أن يُستنفذ.
- قل لأحد العاملين في متجر أو في مطعم إنّه يقوم بعمل رائع.
- عندما يقطع عليك أحدهم الطريق ابتسم ولوّح له كي يمضي قدمًا.
- قم بأداء عمل رتيب نيابة عن شخص تعرف أنّه يكره القيام به.
- قُم بالثناء على أحدهم.
- استخدم خدمة التسوق عبر الانترنت وقم بإرسال صندوق من الأطعمة إلى عائلة تعرف أنها يمكن أن تستفيد منه.
- انضمّ إلى جمعية خيرية كمتطوع منتظم.
- اعرض الاهتمام بأطفال أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة عدة ساعات.
- اتصل تليفونيًّا بأحدهم في عيد ميلاده وغنِّ له عبر الهاتف أغنية «عيد ميلاد سعيد».
- قم بشراء بعض الطعام لأحد المشردين.
- قدّم مقعدك في الحافلة أو القطار إلى شخص مسن.
- كُن صديقاً لشخص في مأزق.
- قم بالتبرع إلى إحدى الجمعيات الخيرية.
- اعرض القيام بالتسوق نيابة عن شخص غير قادر على القيام به بنفسه.
- قدّم إلى حبيبك وجبة إفطار في الفراش.
- اشتر هدية لشخص ما.
- قُم بشراء وجبة غذاء أو عشاء لشخص يعوزه المال.
- تبرّع بالدم.
- إذا قدّم إليك أحدهم ورقة إعلانات في الطرق، خُذ واحدة، ابتسم واشكره على عرضها عليك. احرص على قراءتها.
- اكتب رسالة امتنان لشخص أثّر في حياتك، قُم بتسلمها باليد واقرأها عليه بصوت مرتفع.
- إذا طلبت لنفسك كوب قهوة في المكتب، اعرض أن تطلب آخر لأحد زملائك المحيطين بك،
أو قم ببساطة بمفاجأة أحدهم بكوب من القهوة على حسابك.
- قم بإرسال بعض الشوكولاتة في عيد الميلاد إلى إحدى الشركات التي وفرت لك خدمة جيدة.
- قم بإرسال الزهور إلى شخص مسن.
- قم بزيارة أحد المسنين واستمع إلى قصصه .
- اصطحب أحدهم للخروج ذات ليلة.
- اكتشف ما الذي يُريده حبيبك أو صديقك بشدّة ووفره له.
- اشتر كتابًا لشخص ما يهوى القراءة.
- أخبر أحدهم أنّه يبدو رائعًا.
- قم بشراء علبة من الكعك والمعجنات وقم بتوزيعها.
- قم بإقامة حفل لشخص يستحق بعض التقدير.
- عندما يقوم شخص جديد بالانضمام إلى الشركة التي تعمل لديها أو الانتقال إلى الشارع الذي تسكن فيه، إجعله يشعر بالترحيب من خلال دعوته إلى تناول الغداء.
- قم بإمساك الباب مفتوحًا من أجل أحدهم.
- قم بإرسال بطاقة إلى أحد معلميك القدامى في المدرسة، أو إلى أحد أساتذة الجامعة،
وأخبره كم كان له تأثير على حياتك.
- عانق أحدهم دون سبب.
- ابحث عن تسجيلات مصورة ملهمة أو مضحكة على «يوتيوب»، «فيسبوك» أو أي منفذ من منافذ التواصل الاجتماعي، أو أي مواد ملهمة أو مضحكة أُخرى، وأرسلها إلى من هو في حاجة إليها.
- إذا قام أحدهم بتصرف لطيف تجاهك، قم بتصرف لطيف تجاه آخر. قم برد الصنيع.