- اسم المؤلف حنا الحاج
- الناشر دار منشورات النفير
- التصنيف مشورة وعلم نفس
- كود الاستعارة 23/ 2
يقول المؤلف إن القلق هو عدو الناس رقم واحد وإن الأساليب التي استُعملت غالباً لحل هذه المشكلة هي أبعد من أن تكون كافية وافية. إن الناس في هذه الأيام يحتاجون إلى جواب شاف سهل الفهم. وليس أحد، غير الله، قادر أن يهبنا العون الذي نحن بأشد الحاجة إليه.
تعني كلمة "قلق" في العهد الجديد الهم وانشغال الفكر، وهي كلمة يونانية ذات شقين وتعني يُقسم أو يجزئ، وتعني الذهن الذي يشمل الملكات العقلية التالية: (الإدراك، الفهم، الشعور، التمييز، التصميم). وعليه، يكون معنى القلق: تجزئة الفكر – ذلك لأن القلق يرجح الفكر بين ما هو مفيد وما هو ضار. إن سكينة الذهن تتطلب وحدة الفكر، والإنسان القلق يسلب نفسه من هذه السكينة إذ يجزئ ذهنه. والقلق يُحدث انقساماً في الشعور بحيث تغدو العواطف مفتقرة إلى الثبات والاستقرار. وكذلك يحدث انقساماً في الفهم، فتاتي الاقتناعات ضحلة ومتقلبة. وهو يُحدث انقساماً في ملكة الإدراك أيضاً، فتكون الملاحظات مخطئة غير صحيحة. وينطبق الشيء ذاته على ملكة التمييز، فغالباً تأتي التصرفات والمقررات غير عادلة، بل جائرة في الغالب، وهذه المقرات تؤدي إلى الكآبة والدمار. وكذلك يحدث القلق انقساماً في ملكة التصميم، فتأتي الخطط والأهداف غير مُتممة بدقة، ويؤدي القلق أيضاً إلي فقدان الإرادة لأن الذهن يكون منقسماً، بحيث يعجز عن سلوك اتجاه واحد. وكذلك يسبب القلق انكسار القلب والإخفاق، وسوء فهم الآخرين، والريبة، والتعاسة القصوى.
ويحاول أغلب القلقين أن يقضوا على هذا العدو اللدود، ببندقيات صبيانية. وهذا تعبير مجازي وهذه بعضاً منها:
(1) سلاح التملق: وهو حيلة يلجأ إليها الكثيرون في سعيهم للتعويض عن القلق. بهذا السلاح يحاول الشخص القِلق أن يضمن لنفسه عدداً كبيراً من الأصدقاء المخلصين، ويظن أنه يستطيع أن يحصن نفسه من المخاطر بهذا السور من الأصدقاء، ولكن التملق لا يوفر للإنسان إلا ضماناً وقتياً كاذباً ويضيف في النهاية إلى قلقه قلقاً.
(2) سلاح الانتقاد: كثيرون من الناس يلجأ ون إلى سلاح الانتقاد للتغلب على القلق.
(3) النشاط المفرط: وهذا السلاح تدفعه رغبة في الهرب لا حافز على الإنتاج، انه فقط يبعد العقل لفترة قصيرة عن الأفكار المؤدية إلي الخوف والتي هي سبب للقلق والغم.
(4) الاستسلام بدافع البر الذاتي: وهو سلاح آخر زائف، والحق أنه لا بر في هذا النوع من الاستسلام.
(5) سلاح المسكر والمخدر: وفيه يتمتعون بنشوة وقتية تكون أفكارهم خلالها غير متجهة صوب الأفكار المولدة للخوف والمسببة لهم غماً وقلقاً. وهذا التصرف يؤجل المشكلة ولا يحلها. وفي النهاية، فإن الألم والحزن يزدادان والندم وبذلك تتعاظم مشكلات القلق.
(6) سلاح التفكير الإيجابي: التفكير الإيجابي لا يتضمن سلاحاً لا فائدة منه، ولكن اقتناعنا الخاطئ بأننا نستطيع بقوتنا أن نكون اتجاهاً عقلياً نطرد به الخوف والقلق هو اعتقاد مخالف للحقيقة. فمحاولة قهر القلق بموقف إيجابي ذاتي المنشأ والإيحاء، أشبه بمحاولة اصطياد أسد ضخم ببندقية للأطفال. وهذه الأسلحة المستخدمة تعبر عن العجز وعدم النضج.
ويوصينا الكتاب بأن نفرح ولكنك قد تقول "أنني لا أشعر بالفرح، ولا أحس أنني سعيد" فهذا يعني أن الظروف التي تحيط بك لا تعمل على إسعادك. إن كثيرين من الناس، الذين أزمن القلق فيهم، يخطئون جداً في انتظارهم تغير الظروف التي تحيط بهم. ذلك لأن من واجبهم هم أن يغيروا هذه الظروف بقدر الإمكان، فالسعادة ليست حالة صيرورة، بل هي حالة كينونة، فأنت لا تقدر أن تحصل عليها بالاكتساب، بل بالتبني. ومتى اصبح الفرح نمط حياتك الاعتيادي فلا تبقى شخصيتك كميزان حرارة البيئة، بل بالأحرى آلة لضبط الحرارة، فبولس عندما قال افرحوا كل حين كان سجيناً في رومية ورغم مروره في فترة عصيبة وانتظاره الاستشهاد. فأي مبرر لنا حتى نستسلم للقلق والهم؟ فإذا شئت أن تستخدم الحمد والتسبيح فهذا سيساعدك على التغلب على القلق، عدد بركات الرب – وما أكثرها! هنا يتحتم عليك أن "تمنطق أحقاء ذهنك" وان تركز انتباهك، على هذه البركات التي وهبك إياها الله بدون حساب.
ومن الأمور التي تساعدني في قهر القلق فن الغيرية أي الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم دون أن تتوقع منهم أو أن تطلب المقابل وهذا بالأمر الصعب لأن الإنسان أناني بطبيعته ويحتاج إلى انضباط مسيحي حقيقي ليتقن بقدرة الله فن محبة الآخرين ولا تتوقع أن يقدرك الناس أو يشكروك. ولكن عندما تحظى بمديح الناس وتقديرهم تكون كمن ينال علاوة خاصة زهيدة. ولا تدع فرحك يتوقف على مدح الآخرين لك.
ويختم الكتاب بأهمية الصلاة والعلاقة الشخصية مع الله في علاج القلق "فالسلام وسكينة النفس ممكنان فقط لأولئك الذين لهم علاقة وثيقة بالله في شخص المسيح الذي هو رئيس السلام". وكلمة الله واضحة وصريحة في هذا الخصوص "ليس سلام قال إلهي للأشرار". ونقصد بالأشرار أولئك الذين أهملوا الإتيان إلى ابن الله بالإيمان، وذلك بعدم توبتهم عن الخطية. وعندما يكون الإنسان على علاقة بالله صحيحة، فإنه يحصل في داخله على كافة المقومات الضرورية التي تمده بالأمان والفرح والسلام بغض النظر عن جميع الظروف الخارجية. وتبقى هذه العلاقة قائمة مادام الإنسان يقضي وقتاً منتظماً في حضرة الله، فالصلاة هي الوسيلة الوحيدة التي بها تسمح لله أن يمدك بالقوة حتى تستطيع أن تتغلب على الضعف وحتى على القلق، لأنه عندما تكون أفكارك هي أفكار المسيح، فهي ليست أفكاراً مقلقة.
* كيف تتغلب على القلق
* وجهاً لوجه مع عدو الناس رقم واحد
* ارم سلاحك الصبياني
* القلق خطية
* متطلبات الفرح
* كيف تضبط مشاعرك
* اتقن فن محبة الآخرين
* قوتنا المسَيرة
* الاتزان بواسطة ضبط التفكير
* الاتزان بواسطة ضبط النفس
* الاتزان بواسطة الحماسة
* الاتزان بواسطة الاستجمام والاسترخاء
* الاتزان بواسطة تنظيم الأوقات
* الاتزان بواسطة تنوع العمل
* الاتزان بواسطة المهارة والمثابرة
* الاتزان بواسطة الوكالة المسيحية
* الاتزان بواسطة التسليم
* لماذا نصلي
* السلام الكامل
تعني كلمة "قلق" في العهد الجديد الهم وانشغال الفكر، وهي كلمة يونانية ذات شقين وتعني يُقسم أو يجزئ، وتعني الذهن الذي يشمل الملكات العقلية التالية: (الإدراك، الفهم، الشعور، التمييز، التصميم). وعليه، يكون معنى القلق: تجزئة الفكر – ذلك لأن القلق يرجح الفكر بين ما هو مفيد وما هو ضار. إن سكينة الذهن تتطلب وحدة الفكر، والإنسان القلق يسلب نفسه من هذه السكينة إذ يجزئ ذهنه. والقلق يُحدث انقساماً في الشعور بحيث تغدو العواطف مفتقرة إلى الثبات والاستقرار. وكذلك يحدث انقساماً في الفهم، فتاتي الاقتناعات ضحلة ومتقلبة. وهو يُحدث انقساماً في ملكة الإدراك أيضاً، فتكون الملاحظات مخطئة غير صحيحة. وينطبق الشيء ذاته على ملكة التمييز، فغالباً تأتي التصرفات والمقررات غير عادلة، بل جائرة في الغالب، وهذه المقرات تؤدي إلى الكآبة والدمار. وكذلك يحدث القلق انقساماً في ملكة التصميم، فتأتي الخطط والأهداف غير مُتممة بدقة، ويؤدي القلق أيضاً إلي فقدان الإرادة لأن الذهن يكون منقسماً، بحيث يعجز عن سلوك اتجاه واحد. وكذلك يسبب القلق انكسار القلب والإخفاق، وسوء فهم الآخرين، والريبة، والتعاسة القصوى.
ويحاول أغلب القلقين أن يقضوا على هذا العدو اللدود، ببندقيات صبيانية. وهذا تعبير مجازي وهذه بعضاً منها:
(1) سلاح التملق: وهو حيلة يلجأ إليها الكثيرون في سعيهم للتعويض عن القلق. بهذا السلاح يحاول الشخص القِلق أن يضمن لنفسه عدداً كبيراً من الأصدقاء المخلصين، ويظن أنه يستطيع أن يحصن نفسه من المخاطر بهذا السور من الأصدقاء، ولكن التملق لا يوفر للإنسان إلا ضماناً وقتياً كاذباً ويضيف في النهاية إلى قلقه قلقاً.
(2) سلاح الانتقاد: كثيرون من الناس يلجأ ون إلى سلاح الانتقاد للتغلب على القلق.
(3) النشاط المفرط: وهذا السلاح تدفعه رغبة في الهرب لا حافز على الإنتاج، انه فقط يبعد العقل لفترة قصيرة عن الأفكار المؤدية إلي الخوف والتي هي سبب للقلق والغم.
(4) الاستسلام بدافع البر الذاتي: وهو سلاح آخر زائف، والحق أنه لا بر في هذا النوع من الاستسلام.
(5) سلاح المسكر والمخدر: وفيه يتمتعون بنشوة وقتية تكون أفكارهم خلالها غير متجهة صوب الأفكار المولدة للخوف والمسببة لهم غماً وقلقاً. وهذا التصرف يؤجل المشكلة ولا يحلها. وفي النهاية، فإن الألم والحزن يزدادان والندم وبذلك تتعاظم مشكلات القلق.
(6) سلاح التفكير الإيجابي: التفكير الإيجابي لا يتضمن سلاحاً لا فائدة منه، ولكن اقتناعنا الخاطئ بأننا نستطيع بقوتنا أن نكون اتجاهاً عقلياً نطرد به الخوف والقلق هو اعتقاد مخالف للحقيقة. فمحاولة قهر القلق بموقف إيجابي ذاتي المنشأ والإيحاء، أشبه بمحاولة اصطياد أسد ضخم ببندقية للأطفال. وهذه الأسلحة المستخدمة تعبر عن العجز وعدم النضج.
ويوصينا الكتاب بأن نفرح ولكنك قد تقول "أنني لا أشعر بالفرح، ولا أحس أنني سعيد" فهذا يعني أن الظروف التي تحيط بك لا تعمل على إسعادك. إن كثيرين من الناس، الذين أزمن القلق فيهم، يخطئون جداً في انتظارهم تغير الظروف التي تحيط بهم. ذلك لأن من واجبهم هم أن يغيروا هذه الظروف بقدر الإمكان، فالسعادة ليست حالة صيرورة، بل هي حالة كينونة، فأنت لا تقدر أن تحصل عليها بالاكتساب، بل بالتبني. ومتى اصبح الفرح نمط حياتك الاعتيادي فلا تبقى شخصيتك كميزان حرارة البيئة، بل بالأحرى آلة لضبط الحرارة، فبولس عندما قال افرحوا كل حين كان سجيناً في رومية ورغم مروره في فترة عصيبة وانتظاره الاستشهاد. فأي مبرر لنا حتى نستسلم للقلق والهم؟ فإذا شئت أن تستخدم الحمد والتسبيح فهذا سيساعدك على التغلب على القلق، عدد بركات الرب – وما أكثرها! هنا يتحتم عليك أن "تمنطق أحقاء ذهنك" وان تركز انتباهك، على هذه البركات التي وهبك إياها الله بدون حساب.
ومن الأمور التي تساعدني في قهر القلق فن الغيرية أي الاهتمام بالآخرين ومساعدتهم دون أن تتوقع منهم أو أن تطلب المقابل وهذا بالأمر الصعب لأن الإنسان أناني بطبيعته ويحتاج إلى انضباط مسيحي حقيقي ليتقن بقدرة الله فن محبة الآخرين ولا تتوقع أن يقدرك الناس أو يشكروك. ولكن عندما تحظى بمديح الناس وتقديرهم تكون كمن ينال علاوة خاصة زهيدة. ولا تدع فرحك يتوقف على مدح الآخرين لك.
ويختم الكتاب بأهمية الصلاة والعلاقة الشخصية مع الله في علاج القلق "فالسلام وسكينة النفس ممكنان فقط لأولئك الذين لهم علاقة وثيقة بالله في شخص المسيح الذي هو رئيس السلام". وكلمة الله واضحة وصريحة في هذا الخصوص "ليس سلام قال إلهي للأشرار". ونقصد بالأشرار أولئك الذين أهملوا الإتيان إلى ابن الله بالإيمان، وذلك بعدم توبتهم عن الخطية. وعندما يكون الإنسان على علاقة بالله صحيحة، فإنه يحصل في داخله على كافة المقومات الضرورية التي تمده بالأمان والفرح والسلام بغض النظر عن جميع الظروف الخارجية. وتبقى هذه العلاقة قائمة مادام الإنسان يقضي وقتاً منتظماً في حضرة الله، فالصلاة هي الوسيلة الوحيدة التي بها تسمح لله أن يمدك بالقوة حتى تستطيع أن تتغلب على الضعف وحتى على القلق، لأنه عندما تكون أفكارك هي أفكار المسيح، فهي ليست أفكاراً مقلقة.
* كيف تتغلب على القلق
* وجهاً لوجه مع عدو الناس رقم واحد
* ارم سلاحك الصبياني
* القلق خطية
* متطلبات الفرح
* كيف تضبط مشاعرك
* اتقن فن محبة الآخرين
* قوتنا المسَيرة
* الاتزان بواسطة ضبط التفكير
* الاتزان بواسطة ضبط النفس
* الاتزان بواسطة الحماسة
* الاتزان بواسطة الاستجمام والاسترخاء
* الاتزان بواسطة تنظيم الأوقات
* الاتزان بواسطة تنوع العمل
* الاتزان بواسطة المهارة والمثابرة
* الاتزان بواسطة الوكالة المسيحية
* الاتزان بواسطة التسليم
* لماذا نصلي
* السلام الكامل