هذه هي الترجمة العربية الثانية لهذا الكتاب الفذ والفريد لكاتبه رولو ماي، حيث قد قامت من قبل المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت بترجمته ونشره عام 1993 تحت عنوان "البحث عن الذات" والتي قام بترجمتها د. عبد على الجسماني في لغة عربية متينة ولكن غريبة عن اللغة المصرية المألوفة. في هذه الترجمة الأخيرة لدار الكلمة لازلنا أمام كتاب كلاسيكي عميق صعب الترجمة وإن كان في لغة مصرية هذه المرة. هذا الكتاب الذي يحوي بحق نظرة شمولية عميقة لكل الجوانب الفلسفية والأنطولوجية (الوجودية) لحياة الإنسان هو كنز ثمين لكل من يبحث عن نفسه في هذا العصر، عصر الضياع والفراغ كما يسميه الكاتب. يقول رولو ماي في مقدمة كتابه: "إحدى النعم القلائل للعيش في عصر يسوده القلق هي أننا مضطرون إلى أن نعي حقيقة أنفسنا. فعندما لا يكون بمقدور مجتمعنا، وهو يجتاز وقتاً تضطرب فيه المعايير والقيم، أن يمدنا بصورة واضحة عن "من نكون وما يجب أن نكون" فإننا في هذه الحالة نعود إلى الانكفاء على أنفسنا بحثاً عن ذواتنا." في هذا الكتاب يناقش رولو ماي بعمق شديد القضايا الأساسية للذات الإنسانية مثل: القلق، الوحدة والعزلة، اكتشاف الذات، التكامل والنضال من أجل الوجود، الحرية، الشجاعة ، الضمير والإبداع، والحب. ولقد نشرنا بعض الأفكار من هذا الكتاب عن الوحدة والعزلة، والفكاهة والإحساس بالذات في باب الخواطر بموقعنا هذا بالأشهر القليلة الماضية من هذا العام. واليوم ننشر أيضاً أحد أهم الأفكار القوية في هذا الكتاب عن الحرية، أيضاً في باب الخواطر. فندعوك عزيزي القارئ إلى رحلة فريدة مع هذا الكتاب، الذي أيضاً سوف نوالي نشر خواطر جديدة منه لاحقاً.
الجزء الأول:مصيرنا 1- وحدة وحصر الإنسان الحديث (أناس فارغين – الوحدة – ما هو الحصر؟) 2- جذور أمراضنا (فقدان مركز القيم في مجتمعنا – فقدان الإحساس بالأمان – فقدان الإحساس بالمأساة) الجزء الثاني: إعادة اكتشاف الذات 3- خبرة أن تصير إنساناً (الوعي بالنفس .. علاقة الإنسان المتفردة – احتقار الذات بديل عن قيمة الذات) 4- النضال كي نكون (قطع الحبل السري النفسي – النضال ضد الأم – أطوار ومراحل في وعي المرء بنفسه) الجزء الثالث: أهداف التكامل 5 – الحرية والقوة الداخلية (الرجل الذي وضع في قفص – ما ليس حرية – اختيار "النفس") 6 – الضمير المبدع (الدين مصدر قوة أم ضعف؟ - الاستخدام المبدع للماضي – قدرة المرء على التقويم) 7 – الشجاعة فضيلة النضج (الشجاعة في أن يكون المرء نفسه – مقدمة للحب – الشجاعة في أن نرى الحقيقة) 8 – الإنسان القادر على التسامي بالزمن( الإنسان لا يحيا وفقاً للساعة فقط – اللحظة الحبلى – في ضوء الأبدية – مهما كان العصر)