نبذة مختصرة عن الكتاب:
تنشئة الأبناء في عصرنا الحاضر من أعقد الأمور، حيث إنها ترتبط بتنشئة إنسان له ميوله الخاصة وكيانه المستقل وعلاقاته الكثيرة مع الآخرين، وأيضاً زمانه الخاص المختلف عن زماننا في العادات والتقاليد ومستوى التعليم والثقافة. كيف يستطيع الطفل في مراحل العمر المختلفة بعد ذلك أن يكون متوازناً وسط كل هذه التيارات؟
ولذلك فإن وسائل التربية يجب أن تتغير عن الأنماط القديمة التي امتلأت بها الكتب الكثيرة التي كتبت عن هذا الموضوع.
هذا الكتاب يرشدك في دراسة حديثة متكاملة كيف تُنشئ ابناً صالحاً روحياً ونفسياً وجسدياً. وقد كانت لخبرة الكاتب في تنشئة أبنائه الدافع الأساسي في إخراج هذا الكتاب.
يقول الكاتب هناك طريقتان لتربية الأطفال، حيث أولاً يتعامل الآباء مع أطفالهم أساساً كاستجابة لأنماط سلوكية معينة، وهو يدعو الطريقة الأولى هذه: "ردود الأفعال تجاه الأنماط السلوكية" وهي تربية رد الفعل وهي عادة لا تؤدي دورها بنجاح. وأما الأسلوب الآخر في التربية وهو الأفضل فهو مبني على توقع الاحتياجات، وهذه تربية تأخذ زمام المبادرة. فالتربية الناجحة للأطفال تتسم بالمبادأة و المبادرة. أي توقع الاحتياجات الحياتية لأطفالهم ثم الانطلاق لتلبية هذه الاحتياجات.
أن تعبيرك الدائم عن الحب يحتاج أن يتخذ أشكالاً محددة تتلاءم مع العصر وتنمي شخصية طفلك. وهنا يقدم الكاتب أربعة أحجار أساسية للتربية الناجحة، كالآتي:
* تلبية الاحتياجات العاطفية والرعوية لطفلك: حتى يتكون لدى الأطفال الاحترام والتقدير الذاتي المناسب ولكي يستطيعوا التعامل مع ضغوط وقلاقل الحياة، يجب أن يشعروا أولاً أن والديهم يحبونهم ويهتمون بهم اهتماما جدياً. وكيفية التعبير عن الحب غير المشروط تشمل التواصل العيني (البصري) والتواصل الجسدي والرعاية المركزة.
* إعطاء طفلك جرعات من التدريب والنظام بروح المحبة: ينقاد معظم الآباء انقياداً خاطئاً لاستخدام وسائل تدريب ضارة وعندما يواصلون اتّباع هذه الوسائل فإن هذا الأسلوب يدمر كلاً من الأطفال و العائلة في النهاية.
هناك خمسة طرق للتحكم في السلوك:
1- المناشدات
2- الأوامر
3- التحكم في الطفل عن طريق المداعبة
4- العقاب
5- تعديل السلوك
* توفير الحماية المادية والعاطفية لطفلك: فتتعرف في هذا الجزء على التأثيرات الضارة كما تتعرف على عناصر التفكير السليم.
* التدريب على التحكم في الغضب: إن التهديد الدائم لسعادة طفلك هو الغضب، و المدى الذي يمكن أن يصل إليه في تعلم كيفية التحكم في غضبه سوف يحدد أهم النتائج في حياته. لابد للغضب أن يعبر عن نفسه، بشكل ما، إن عاجلاً أو آجلاً. لا أحد يعلم كم عدد الناس الذين يشعرون بالاكتئاب أو المرض أو الذين دخلوا السجون بسبب الغضب المكبوت منذ الطفولة.
يا لها من معضلة بالنسبة للآباء! فإذا رفضنا السماح للطفل بالتعبير عن غضبه بأي وسيلة على الإطلاق، فلابد أن يزج بالغضب في أعماق كيانه الداخلي، مما يسبب مشكلات مدمرة في مستقبل حياته ويتحول الغضب فيه إلى عدوان سلبي.
فالمطلب الأول لتعليم طفلك كيفية التعامل مع الغضب هو العمل على ملئ المخزون العاطفي للطفل. والمطلب الثاني هو أن تشجع طفلك على التنفيس عن غضبه باللفظ وليس بالأفعال.
إن أفضل طريقة مدروسة للتعامل مع الغضب تكون:
* باللفظ
* بطريقة مرضية غير عاصفة
* عن طريق تبديد الغضب مع الشخص الذي أنت غاضب منه
* إيجاد طريق لتبريره داخل نفسك
كما تقرأ في هذا الكتاب عن وسائل الإعلام وتأثيرها في تنشئة الأطفال. حيث يقول الكاتب أنه لا يصح أن نتخلى عن كل وسائل الإعلام الحديثة فبدلاً من ذلك يمكننا أن نستخدمها لمساعدتنا في توصيل رسائل مفيدة لأطفالنا.
أولاً: يمكننا أن نستخدم وسائل الإعلام كالوسيلة لتدريب أطفالنا على التعامل مع كل فئات المجتمع.
ثانياً: علينا كآباء أن نعمل كل ما في طاقتنا لنمنع أبنائنا من تبلد أحاسيسهم تجاه التأثيرات والمعطيات غير الصحية للمجتمع.
ثالثاً: يجب أن نقدم وسائل تسلية صحية في بيوتنا.
رابعاً: علينا أن نجعل خيار التلفزيون أقل أهمية في بيوتنا- (مع اقتراحات لاستخدام التلفزيون بحكمة).
* درب طفلك روحياً: تحت هذا العنوان يقول الكاتب: عندما تعلم طفلك القيم الروحية، سواء كان ذلك بأن تقدم النموذج والسلوك العملي كدليل على عمق إيمانك، أو بأن تقدم له النصيحة والإرشاد عن طريق الأقوال، فأنت بحاجة لأن تجعل خبرة التعلم مُسرة بقدر الإمكان. فإن الطفل يتأثر كثيراً بما يشعر به أثناء التعلم ويتذكر الانفعالات المرتبطة بموقف معين أكثر من تذكره لتفاصيل الدرس نفسه.
طرق إعداد أبنائك روحياً: أولاً: استخدم القصص والأحداث.
ثانياً: تحدث عن تجاربك الشخصية.
ثالثاً: كن قدوة للصفح.
في هذا الكتاب تقرأ أيضاً عن الخوف والقلق والاكتئاب الذي يمسك بخناق مجتمعنا على عدة محاور، إلى الحد الذي يجعل أناساً كثيرين لا يدركون مقدار سيطرته على حياتهم. ومن الطبيعي، أن يتأثر الآباء بهذا الخوف العام، كما يتأثرون بمخاوف خاصة لها علاقة بأطفالهم. ولسوء الحظ، فإن هذه المشاعر تتراكم، مما يجعل الآباء يتصرفون بطرق غير منطقية وضارة تجاه أطفالهم.
* حفز طفلك: وعن التحفيز يقول الكاتب أنه من أعظم العوامل التي تحدد مدى تقدم الطفل ونحن نرجو ألا يكون لدينا أطفال يتسببون في إغاظة الآخرين بسيل لا ينتهي من الأعذار والمواعيد والالتزامات التي لا يفون بها.
وأما عن دوافع التحفيز السلبية لدى الطفل فهي:
1- الحاجة لإثبات قيمة الفرد: حيث يشعر الطفل بالحاجة لإثبات قيمته لكي يكسب حب والديه، يكون في موقف مأساوي يرثى إليه. إن عدداً كبيراً من الأطفال لديهم نهم لا يشبع في أعماق قلوبهم للحب الأبوي والقبول، مهما طال بهم العمر.
2- الشعور بالذنب: وهذه غلطة خطيرة، لأن الأطفال لن تبقى لديهم أي حوافز سوى الدفاع عن أنفسهم ضد مشاعر الذنب التي يخشونها وهذا يجعلهم فريسة سهلة للأشخاص المتحكمين المستبدين برأيهم. كما يصبحوا مسلوبي الإرادة، ويسهل التأثير عليهم، ولا يقدرون على التفكير المستقل. وذلك يجعلهم خاضعين للمؤثرات الشريرة والإيحاءات التي تدفعهم لارتكاب الإثم. إن حاجتهم للإرضاء تعوق أن يكونوا شخصيات مستقلة مكتفين ذاتياً.
3- الضغط: أسلوب الضغط يعني استخدام أسلوب التهديد وقد يتم ذلك عن طريق عدم الموافقة الضارة بنوع خاص للأطفال الحساسين الذين يبحثون عن القبول. وهذا العقاب أو التهديد يولّد القلق والخوف الذين يسببان قلة التحفيز لأنهما يسلبان فاعلية الأطفال أو إصابتهم بما يشبه الشلل.
وأخيراً يتحدث الكاتب عن إعداد الطفل للتعلم فيقول: يولد الأطفال ولديهم جوع فطري للتعلم، يظل قوياً ما لم يضع الكبار ضغوطاً زائدة عن الحد ويشيعوا فيهم الإحباط. على الرغم من أن الأطفال يرغبون بالفعل في التعلم، ولكي يتعلم الطفل جيداً، يجب أن يكون في مستوى النضج العاطفي لمستواه العمري الخاص به. النضج العاطفي يعني القدرة على السيطرة على القلق وتحمل التوتر، والاحتفاظ بالتوازن في أوقات التغيير. فإذا كانوا يعانون من القلق والكآبة أو إذا شعروا أنهم غير محبوبين، فمن المرجح أنهم سوف يواجهون مشكلات تتعلق بالتركيز وطول مدة الانتباه، والشعور بفتور الهمة وضعف الطاقة. يقول الكاتب: علينا كآباء أن نُسهم بالقدر الأكبر في إعداد أطفالنا للتعلم عن طريق الحفاظ على ملئ مستوى المخزون العاطفي وتدريبهم بحب.
أما عن تحفيز طفلك لتحمل المسئولية عن أعماله المدرسية فأنت بحاجة لتذكر نفسك بهذه الحقيقة البسيطة (لا يمكن لشخصين أن يتحملا المسئولية عن نفس الشئ في نفس الوقت) يمثل الواجب المدرسي تحدياً تقليدياً بالنسبة لمعظم العائلات. وطالما أنت تتحمل المسئولية عن الواجب المدرسي، فلا يمكن لطفلك أن يتحمل هذه المسئولية وكنتيجة لذلك، فإنه لن يتعلم الأخذ بزمام المبادرة. ويتضمن إعداد الطفل لهذه المهمة أن تبتعد تدريجياً عن تحمل المسئولية والأخذ بزمام المبادرة لتسمح لطفلك القيام بها لوحده. وعندما يأخذ الطفل زمام المبادرة، فهو يتحمل المسئولية. وعندما يتحمل المسئولية، يصبح متحفزاً للقيام بذلك.