وهم الحرية
اننى أغضب وأحتقر وألعن واتعجب وأتعاطف وأشفق على جميع الكاذبين والمنافقين والجهله والحمقى والاغبياء والسطحيين والبسطاء
ممن يعتقدون ويروجون ويتحدثون بثقه وتيقن وقناعه وأقتناع وإيمان وحماسه عن الكائن البشرى بصفته ووصفه ونعته وتوصيفه بأنه
كائن حر أو على الأقل قد ولد حراً ـ ربما يكون السبب فى أعتقادهم هذا هو كونه قد ولد عارياً، ولكن حتى هذا العرى هو لم يختاره ـ
وبأمكانه أن يتحرر ويصل أو يقترب من الحريه الكامله والمطلقه المفترض وجودها. الكائن البشرى ليس فقط من انتاج وصناعة والديه
فهو تركيبه ونتاج تراكمى لمجموعه من الظواهر الطبيعيه والأحداث السياسيه والأقتصاديه والتفاعلات البيولوجيه والفكريه والنفسيه والأجتماعيه،الكائن البشرى الفرد أو حتى الأنسان الفرد هو نتاج لعنة مجيئه الى الحياه ـ فالأتيان الى الحياه هو أسوء وابشع اللعنات التى تصيب الانسان على مدار رحلة حياته ومجيئه غير الأختيارى الى الكون ـ هو نتاج عشرات ومئات وألاف السنوات من رحلة الانسان الطويله منذ بداية نشوء الحياه على الارض وظهوره وتطوره وأرتقائه وأنفصاله التدريجى وتغيره التراكمى عن طبيعته وهيئته الأولى، وكفاحه ونضاله وجرائمه وشروره وخيبته وعاره وأكاذيبه وضلالاته وتفاعله مع الحياه ومع البشر الاخرين والكون،هو صناعه ونتاج لقوانين الطبيعه ولطبيعتها الانانيه الوحشيه ولكافة اخطائها وجرائمها وخطاياها وجنونها،هو نتاج أحداث وتغيرات وظواهر طبيعيه طرأت على البيئه المحيطه به وعلى الكوكب الذى يحيا عليه وعلى الكون بصفه عامه ولم يكن هو السبب فى حدوثها أو كان له حق أختيار حدوثها من عدمه، بل كان فقط مجرد مشاهد ومستقبل ومتأثر بها،هو نتاج عقائد ومعتقدات وأفكار وتصورات وأكاذيب وضلالات وخرافات وخزعبلات أبتكرها البشر وصدقوها وقدسوها وأعطوها الجوده والصلاحيه الدائمه والعصمه والحصانه وأمنوا بها لألاف السنيين،نتاج عقائد ومعتقدات وأفكار قد أعتنقها أجداده أو أمن بها ودعى اليها المجتمع الذى القت به اليه صدفة ميلاده ، عقائد ومعتقدات وأفكار دعت اليها شخصيات ربما لم ولن يسمع عنها، شخصيات مشكوك فى أنتساب تلك العقائد والمعتقدات والافكار إليها، شخصيات مشكوك حتى فى وجودها التاريخى. هو نتاج وصنيعه لعقائد ومعتقدات تسبب ظهورها والدعوه اليها وتصديقها والايمان بها وأعتناقها فى حدوث تغيرات سياسيه وأقتصاديه وفكريه وأجتماعيه،هو نتاج ممارسات وقرارات أتخذها اناس لم ولن يعرفهم أناس بعيدين عن حيز تواجده المكانى أو الزمنى، هو نتاج جينات وراثيه وفكر وثقافه وطبيعه نفسيه وحاله أجتماعيه وأقتصاديه لأجداد و والدين لم يكن له حق أو أمكانية أختيارهم أو قبولهم أو رفضهم،بل فرضوا أنفسهم عليه وأنجبوه وأحضروه الى هذه الحياه القميئه الوحشيه العبثيه الغبيه لتسديد أحتياجاتهم وكنتيجه لتسديد بعض تلك الاحتياجات،ولتحقيق ذواتهم به ومن خلاله وفيه،ولكى يتقيئوا به وفيه وعليه كل أفكارهم وعقائدهم ومعتقداتهم وجهالاتهم وغباواتهم وتفاهاتهم وسخافاتهم ونقائصهم وعوراتهم وجرائمهم وخزيهم وعارهم وأكاذيبهم وضلالاتهم وألامهم وأحزانهم وعذاباتهم،وأمراضهم الفكريه والنفسيه والأجتماعيه،وكل ما حصدوه من بذاءة الحياه وتلوثها وقذارتها . هو نتاج قوانين حياه وبيئه وطبيعه وكوكب وكون ليس من أختياره، هو نتاج عصر وحقبه زمنيه ليست من أختياره بل القت به اليها صدفة الميلاد ، هو نتاج لما أباحه مجتمعه أو حرمه،وصنيعه لما وضعه المجتمع من معوقات وفرضه من قيود على دوافعه ورغباته وغرائزه التى ولد بها ولم يختار أن تتواجد لديه،هو نتاج مبادئ وأفكار وعقائد ومعتقدات ورؤى وتصورات وأيدولوجيات ومنظومات قيميه وتصنيفات أخلاقيه ليست من أختياره أو صناعته وأنتاجه، هو نتاج نظم سياسيه وأقتصاديه وأجتماعيه وقوانين وتشريعات لم يشارك فى وضعها ولم يكن له أمكانية القدره أو الحق فى تشكيلها وصياغتها، أو اختيارها أو قبولها أو رفضها ،
بل فرض عليه الخضوع والأمتثال لها والحياه بها وبمقتضاها، هو نتاج العديد من الانتمائات التى فرضت عليه ولم يختارالأنتساب اليها ـ كالأنتماء المكانى والزمنى والبشرى والجنسى والأسرى والعائلى والمجتمعى والاقتصادى والطبقى والفكرى والدينى والمذهبى ـ
هو صناعه ونتاج لما أتت به صدفة ميلاده من جوده وكفاءه بيولوجيه وهيئه جسمانيه وقدرات ذهنيه وطبيعه نفسيه وشكل وملامح ومجتمع وجنسيه ونوع جنسى وفكر وثقافه سائده وديانه فرض عليه أعتناقهاـ تلقائياً وأجبارياً بموجب فرض وراثته لديانة والديه اللذين قد فرضا عليه ولم يختارهم ـ قبل أن يدرك أو يعرف عنها أو عن أى ديانه أو عقيده أو معتقد أو قيمه أو مبدء أو فكره أى شئ .
( إن الكائن البشرى كائن محكوم عليه بأن يكون مصدر لتلوث كل العصور، محكوم عليه بأن يصير وعاء لقئ الحياه ولبصاق البشريه )
سامح سليمان