"وللوقت ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوا إلى العبر..." (مر 6: 45 - 52)
إننا في أحيان كثيرة قد يتهيأ لنا أنه إذا ألزمَنا يسوع المسيح بأمرٍ ما وأطعنا، فإن هذا سيقودنا إلى النصر, ولكن لا ينبغي أبداً أن نضع أحلامنا في النجاح ضمن خطة الله لنا؛ فقد يكون قصده على العكس تماماً من ذلك. نحن لدينا اعتقاد بأن الله يقودنا إلى نهاية محددة كهدفٍ مطلوب ما، ولكنه ليس كذلك. فمسألة الوصول إلى نهاية محددة هي مجرد أمر يتحقق في "التبعية"؛ وما ندعوه نحن "مسيرة" يدعوه الله "النهاية والهدف" أو "الغاية (القصد)".
فما هو تصوري لقصد الله؟
إن قصد الله هو "أن أعتمد عليه شخصياً وعلى قوته الآن." فإذا استطعت أن أمكث وسط الاضطراب هادئاً وغير منزعج، فهذا هو غاية قصد الله. فالله لا يعمل باتجاه إنجازٍ محدد، إنما هدفه يتركز في المسيرة نفسها، أي أن أراه ماشياً على الأمواج وليس من ثمة شاطئٍ يُرى، ولا تقدم ولا هدف واضح، بل مجرد ثقة كاملة بأن كل شئ يسير حسناً لأني أراه ماشياً على البحر. فإن "المسيرة"، بحد ذاتها، وليست النهاية، هي التي تمجد الله.
إن تدريبات الله لنا هي لـ"الوقت الحاضر"، وليست "عن قريب"؛ وقصده هو لهذه الدقيقة بالذات، وليس لشئ ما في المستقبل. وليس لنا ما نفعله فيما بعد الطاعة؛ فنحن نخطئ عندما نفكر في أي شئ يأتي فيما بعد. فما يدعوه الناس تدريباً وإعداداً، ذلك يدعوه الله غاية ونهاية[1].
إن قصد الله هو أن يمكِّنني من أن أرى أنه يقدر أن يمشي على خواء حياتي في هذه اللحظة بالذات. فإن كنا نتطلع إلى هدف أبعد من ذلك، فسوف لا نعطي انتباهاً كافياً لهذه اللحظة الحاضرة؛ أما إذا تحققنا من أن الطاعة هي الغاية المنشودة، حينئذ فإن كل لحظة توافينا تكون ثمينة جداً.
(أوزوالد تشيمبرز (
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءة يومية – 28 يوليه
[1] بمعنى أن قصد وغاية الله ليس أن أصل لهدف معين وغرض معين اليوم أو في هذا الشهر أو هذا العام بقدر مسيري معه، في حد ذاته، في هذا اليوم وهذا الشهر وهذا العام. وهذا هو القصد، وهذه هي الغاية (النهاية).