ليلة البارحة

ج. أ. ك. ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

ليلة البارحة

ليلة البارحة إستيقظت على صوت المطر وكطبيعتي صوت المطر يزعجني جداً ولا أستطيع النوم ثم أزداد شيئاً فشيئاً ثم تتابعت البروق والرعود وكأنها صواعق تنزل على قلبي تصيبني بالخوف الرهيب الذي أريد أن أختفي في أي مكان حتى لا أسمعه أو أراه من يخبيني من هذا الصوت من يجعلني لا أشعر بهذا الخوف الرهيب الذي يكاد معه قلبي أن يتوقف ماذا أفعل أو أين أذهب وعندها تذكرت والدي عندما كان في وسط عراك السماء مع بعضها لتصدر البرق والرعد يفتح النافذة ويستمتع بشكل السماء ويفرح بالمطر ويقول نفسي أنزل أجري في الشارع زي العيال، وتكرر هذا المشهد أمس فقام زوجي وفتح البلكونه وأستمتع هو أيضاً وبنفس الطريقة بعراك السماء.
هل أنا فقط التي تخاف من كل ها ثم جلست أفكر في حالى وتصورت نفسي كالعصفور الصغير الذي يقف على الشباك يغرد بصوته الدافئ الحنون الذي يجذب العقل ويعطي راحة للنفس فرآه رب ذلك البيت فعطف عليه وأعطاه أكلاً وشرباً والعصفور فرح جداً وطار في السماء ثم عاد مرة أخرى وغرد لذلك الشخص وأعطاه أيضاً يأكل وتكرر ذلك عدة مرات فأعتقد ذلك الشخص أن هذا العصفور ملكه يغرد له هو، فأمسك به ووضعه في قفص وقال له عصفوري الجميل سأقوم بحمايتك من كل ماهو خطر وأنت تغرد لي وتشعرني بقيمتي لأنك تغرد لي ، لي وحدي ياعصفوري الجميل أحبك أهتم بك أرعاك ففرح العصفور لأنه وجد الراحة والأمان الذي ظن أنه وجدها ولكن بعد عدة أيام رأي العصافير الأخري تطير وتغرد وتمرح وهي سعيدة فرحة لها مطلق الحرية تحلق في السماء تصل إلى الأفاق العليا محلقة عالية مأروعها ما أجملها الحرية وأنا عصفور مثلها في قفص فقال لصاحبة أطلقني كي أصل إلى عنان السماء لاأريدك أكرهك فغضب الرجل جداً وقال له هل هذا جزائي أني أويتك من كل المخاطر وتركه ثم عاد إليه ومعه أشياء أخرى للعصفور كل مايشتهيه وقال له أنا أحبك أرعاك أحميك لا تخف سوف أحميك أكثر سوف أحبك أكثر وحجب عنه كل مايراه في العالم الخارجي فظن العصفور أنه المخطئ وقال في نفسه نعم هو يحبني أكثر من أي شئ في العالم أنا له وهو لي نحن نحب بعضنا ونعيش لأجل بعضنا من سيفصلنا عن هذه المحبة لا أريد حياتي بدونه لا أريد أي شئ أريده هو فقط هو الذي يرعاني وفقد العصفور معنى حياته الذي خلق لأجلها أماته ذلك الشخص وهو حيا،ً أماته وهو مسرور لأنه إمتلكه يالا هذه الحياة بل ياللعجب من هذا الشخص سجن عصفور لكي يشعر بكامل قيمته سلبه حريته لكي يتنعم هو ويشعر بالأمان والحب والقيمة.
ومرض ذلك الرجل ومات وشعر العصفور بأنه وحيد في هذه الدنيا رغم أنه أصبح له وليف في القفص ولكن الوليف كان بإستطاعته أن يطير ويحلق في السماء ويذهب ويأتي إلى القفص لأن باب القفص كان مفتوحاً ولكن العصفور لم براه قط رآه بعييني الرجل رآه كما جعله الرجل يراه. ظل العصفور يشعر بالوحدة ويظن أنه بدون الرجل لا يقوى على الحياة وحاول وليفه مراراً وتكراراً أن يجعله ينظر إلى باب القفص لكي يطير لكنه ظل مسجوناً حائراً يشعر بالوحدة.
وفجأه وقف العصفور وقفة مع نفسه وسأل نفسه ماهذا ماهي حياتي وبدأ يبحث عن مساعدة من ينشلني من كل هذا من ينقذني من نفسي من يعطيني حريتي التي فقدتها من يجعلني اعيش في هذه  الدنيا كعصفور يغرد ويفرح من يجعلني أشعر بالأمان وعدم الخوف الذي شعرت به دائماً أو الذي جعلني أشعر به وهو ليس بموجود هذا الخوف  من ينقذني من نفسي التي أصبحت تهول وتكبر كل شئ في الحياة على أنه كوارث وصواعق نازلة من السماء فأحتاجة هو لحمايتي.
ربي ساعدني على الخروج من الشرنقة التي وضعني فيها هذا الشخص إجعلني أري حياتي كما هي بدون تهويل بدون زيف أرى حياتي كعصفور له القدرة على الطيران على التحليق في أعالي السموات دون خوف أو شعور وكأنني كل لحظة سأموت لا أخاف الموت لا أخاف كل ماهو جديد لا أخاف.
والدي لماذا فعلت بي هذا لماذا عزلتني كي أكون ملكك هل هذا هو الحب هل هذه هي الأبوة هل هكذا شعرت بالأمان واأسفاه لم يكن كذلك لم تصل للنتائج المرجوة فصلتني عن العالم جعلتني دائماً أحتاج إليك لم أقوى على العيش بدونك لكن الأن أنا أعيش أنا أتنفس أنا أطير بدونك أنا أستطيع كل هذا مع أنك لست بموجود أنت لم تحصل على إحساس الأمان وجعلتني سجينه حبك إني أشفق عليك ولكن مازلت أحبك وأغفر لك ما فعلته بي وأتمنى ألا أفعله بأطفالي. نعم مازلت أحبك أبتي ولكني لن أعيش مسجونة في قفصي لقد وجدت الباب وعرفت المخرج وتعلمت الطيران من جديد وسأحلق في أعلى السموات لا أخاف لا أخاف ولا أرتعب مما هو حولى حتى لو كان مرض أو بروق ورعود في حياتي سأستعد لللقاء الحبيب حتى ولو كان عن قريب.

ج. أ. ك

القاهرة - ديسمبر 2009