لو عايز تكون
- لو عايز تكون مذيع ـ بياع كلام منطوق ـ شاطر ومشهور وسعرك غالى، لازم دايماً يبقى ضيوفك صوتهم عالى ولسانهم طويل، وعايزين يقتلوا بعض وكلهم بيحاربوا الفساد وفى نفس الوقت كلهم بيتهموا بعض بالفساد ـ وكل واحد فيهم ماسك ملفات وسيديهات على الثانى ـ وكلهم وطنيين وبيحبوا مصر وخايفيين على مصلحة مصر وبرضوه كلهم متهمين بالخيانة!!.
وأتكلم فى كل حلقة عن البطالة ومشاكل الشباب، ومتنساش الفقراء والغلابة والمساكين وأتصور معاهم وهما نازلين صويت ولطم مع شوية مزيكا حزاينى علشان تسخن البرنامج، ومفيش مانع لو عينيك تدمع وتطبطب على كام واحد منهم وتظهر انك زعلان وقلبك هيتقطع عليهم علشان تعمل لنفسك شهرة وشعبيه، وقول كلمة حرية الأبداع وحرية العقيدة والحراك السياسى كل خمس دقائق، وأستضيف كل كام حلقة واحد من بتوع حقوق المرأة أو حقوق ألإنسان علشان تبقى ماشى مع الموضة .
- لو عايز تكون طبيب ناجح ومستريح وعندك خميرة حلوة فى البنك،لازم تكون معدوم الضمير والاحساس، وتلبس نظارة كعب كوباية وتتكلم انجليزى عمال على بطال، وتكلم الناس من طرف مناخيرك، وطبعا لازم يكون والدك أو اى حد من عائلتك صاحب مستشفى او عنده عيادة خاصة او حتى كان شغال حلاق صحة. ولازم تبقى حلانجى وابن سوق وناصح وتعمل علاقات مع أصحاب الصيدليات وشركات الأدوية علشان تطلع منهم لقمه عيش حلوة، وماتكتبش غير الأدوية الغالية خصوصاً اللى مالهاش بدائل، واكتب على يافطة العيادة إنك حاصل على اعلى الدرجات العلمية من أكبر جامعات العالم ـ متخافش محدش هيفتش وراك ـ ولازم كل شوية ترفع سعر الفيزيتة علشان ترفع من قيمتك، وأعمل عيادة فى مكان شعبى غير عيادتك الخاصة علشان تجمع زباين اكتر والناس تقول ده راجل طيب ويعرف ربنا وكمان تاخد ثواب وذنوبك تتغفر وتدخل الجنة وتبقى كسبتها دنيا واخرة .
- لو عايز تكون صحفى ـ بياع كلام مكتوب ـ معروف ومشهور لازم يكون ليك معارف وعلاقات جامدة مع الناس التقيلة الواصلة، وخليك منافق وأمسح جوخ كل رؤسائك وامدح ليل ونهار فى عبقريتهم، وعلى طول أتكلم كلام كبير ومعقد حتى لو كنت أنت نفسك مش فاهم منه ولا كلمه واحده، المهم أنهم يقولوا عليك مثقف وخلاص، وطبعا تكون واد حلانجى ومفتح ومطقطق تعرف ازاى تقرطس الزبون (قصدى القارئ) وتلبسه السلطانية وتاكل دماغه. ولازم تبقى شاطر فى فبركه المقالات وسرقه الأخبار وتأليف العناوين السخنة الحراقة، وياسلام بقه لو يكون ليك فى القراءة والكتابة، كده يبقى ميت فل وأربعتاشر.
سامح سليمان
