عصفور مُنفرد على الغصن

ن. م. ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

عصفور مُنفرد على الغصن

(من غلاف كتاب "صوت الحب الداخلى" لهنرى نووين)

 

 

عصفور مُنفرد على غصن شجرة جرداء

تخيف الناظر إليها...فلا ورق للأستظلال... ولا عُش للمبيت

قد تكون شجرة في وسط الصحراء

لا نبتة ولا ظل ولا حتى عين ماء

 

وها عصفورى الصغير مُنفرداً

حقاً هو صغير... ضعيف... بالكاد يُنظر على الغصن

ألا تخاف هنا... ألا ترتعب؟؟

فقد يحوم نسر جائع أو صقر يتلمس فريسة

قد يشتد حر النهار أو يقسو برد اليل

ألا تخاف هنا... ألا ترتعب؟؟

كان يجدر بك أن تقف على شجرة ورقاء

تختبىء بورقها من سيل المطر في الشتاء

كان يجدر بك أن تبيت في عُش به بعض الرفقاء

تؤنس بهم... تحتمى من خوف وحدتك وسط الضوضاء

ألا تخاف هنا... ألا ترتعب ؟؟

 

من الواضح أنك عصفور غريب

تقف منفرداً ولا تطير

ألا تجوع فتلتقط بعض الحَب؟

ألا تعطش فتستقي بعض الماء؟

فهل جوعك وعطشك لحبة قمح أو لقطرة ماء!!

أم أن جوعك وعطشك لشىء أخر ليس مثل باقي الرفقاء

وها أنت تقف مُنتظراً ما تجود به السماء

آه... السماء....

أتنتظر نوعاً خاصاً من الماء قد تمطر به يوماً السماء

وما أدراك ما ستجود به السماء

ألا تخاف هنا... ألا ترتعب ؟؟

 

لماذا أخترت الوقوف منفرداً على هذه الشجرة الجرداء

أتعجب منك بحق...أتريد أن تقنعني أن هذه شجاعة!!

أن رفعة الرأس هذه فى كرامة!!

من أين لك بهذه الشجاعة... من أين لك بهذا الصمود في كرامة؟

فأنت صغير وحيد فريد على الغصن

لابد أن تخاف هنا... لابد أن ترتعب

 

لماذا لا تجيب أيها الصغير؟ لماذا أخترت الصمت؟

وأين تنظر بعينيك الصغيرتين؟ أين تنظر بالضبط؟

ماذا تقول عينيك ماذا تقول في الصمت؟

أتدمع أيها الصغير أم تبكي في صمت؟

أرجو أنك تجاوبني ولو حتى بنظرة عين

 

ن. م.