رؤيه لقصة المرأه التى امسكت فى ذات الفعل

أمل سمير ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

رؤيه لقصة المرأه التى امسكت فى ذات الفعل

من واقع انجيل يوحنا الاصحاح الثامن

 

 

 

امسكونى... جرجرونى  .. وفى الوسط اقامونى

جاءوا بى الى السيد .. طالبين ان يرجمونى

طالبين  تنفيذ العدل والقانون

طالبين ان يجربوا السيد لكى يكون لهم عليه مابه يشتكون

 

وفى سعيهم هذا لم يفكروا فىّ كأنسانه

لم يفكروا لحظة ان يرحمونى

وفى سعيهم هذا وقبل تنفيذ الحكم فيّ كانوا بنظراتهم لىّ قد ذبحونى

كانوا بنظرات الاحتقار والادانة يرمقونى

وفى سعيهم هذا وقبل تنفيذ الحكم فىّ

هم لم يدروا انهم فى دواخلهم قد حاكمونى

وادانونى ورجمونى

ومن كل رغبة فى داخلى فى طلب العفو او الصفح قد جردونى

ومن كل اشتياق للتوبة والبدء من جديد قد حرمونى

 

لم يسأل احد من المشتكين علىّ عن تاريخى او ظروفى

لم يبحث احد فى ماضىّ عن مالذى دفعنى للذل والعار

عن الاسباب التي  جعلتنى ألقى بنفسى فى الاتون

واستعذب النار

نظروا الىّ فقط كمذنبة كزانيه

ولم يستمع احد لصرخاتى بداخلى

فقد كنت اصرخ واصرخ ارجوكم ارحمونى

انظروا الىّ بعين الرحمة والرأفه

لعلكم من جروحى تستطيعوا ان تشفونى

 

انا لم اولد باغية ولاشئت يوما ان اكون زانية

صدقـــــونى

انا طفلة مسكينه بائسه

من الحب والحنان فى طفولتى قد حرمونى

لم اشعر يوما بحنان أم أو دفء حضن أب حنون

فكبرت والاحتياج للحب ينمو و يزداد بداخلى

والرغبة فى الاحتواء تشتد وتعصف بكيانى

حتى تكاد ان تصل بى الى الجنون

 

وفى بحثى عن الحب ..عن الدفء..عن الاب

ضللت طريقى وتعرضت لمن ظلمونى

 

أنا لم اولد باغية ولاشئت يوما ان اكون زانية

صدقــــونى

انا طفلة مسكينه ترتجف من البرد

كانت تبحث عن الدفء كانت تحتاج لحضن يحتويها

تحتاج ليد تمسح دموعها وتضمها وتحميها

 

صدقونى عندما امسكتم بى فى ذات الفعل

لم أكن أمرأة تبتغى اشباع شهوة مع رجل

بل كنت طفلة تبحث عن حضن ليضمها ويحميها

هذه الطفلة المسكينه جرت وراء كلمات الحب والحنان  تبتغيها

تبحث عنها وتستجديها  كالعطشان والملهوف على رشفة ماء

كى ترويها

جرت خلف كل كلمة حب او عطف .. جرت ورمت نفسها فى أى حضن

فهى ترتجف من البرد ونيران الحرمان من الحنان تكويها

ظنت المسكينه انا قد ترتوى من الحب ..او تستشعر الدفء

او تجد فعلا حضنا صادقا دافئا يحتويها

او يدا حانية تربت عليها وتضمد جراحها فتشفيها

 

مسكينة فى بحثها لم تجد الحب ولم تجد الدفء

بل وجدت الذل والعار والمهانه

وجدت ذئاب تنهش فى لحمها وترميها

فأستسلمت لانياب الوحوش الضاريه بأستكانه

كى تفترس حياتها وتنهيها

 

ثم اتيتم بى الى السيد لمحاكمتى

وقد تخيلتم انها نهاية القصه

اما بالنسبة لى فقد كانت بدايتها وأول سطر فيها

 

اما الحبيب فلم يشاء ان يرفع رأسه وينظر الىّ

احس بمشاعرى المجروحه التى خبأتها بداخلى

فبحبه وحنانه لم يشاء ان يعريها

 

ولما استمروا يسألونك ياسيدى .. اجبتهم

من كان منكم بلا خطية فليمسك بحجر اولا ويرميها

ثم انحنيت ياحبيبى وكنت تكتب على الارض حتى انصرفوا جميعا

ولما لم يبقى فى المشهد سوانا

رفعت رأسك ونظرت الىّ بعينين يملأهما الحب والحنان

عينين يملأهما الصفح والغفران

فنظرت فى عينيك يا حبيبى ووجدت فيهما مشاعر الابوه

التى كنت منذ طفولتى أحتاجها وابغيها

نظرت فى عينيك فأستشعرت الدفء فجأة

وشعرت بسيول من الحب تغمرنى وتحتوينى

 

قلت لى يا حبيبى ..اما دانك احد؟

قلت لا ياسيد

فقلت لى ولاانا ادينك اذهبى ولا تعودى تكرريها

فذهبت من امامك

ولكنى لم اعد الطفله البائسه التى كنت تستجدى الحب والحنان

بل ذهبت من امامك وانا اشعر بالحب  يغمرنى

ويملأنى الاحساس بالدفء والامان

اشعر بدفء كلماتك واتذكر نظرات الحب فى عينيك

فأشعر بقيمتى وبكيانى

اشعر اننى محبوبه وغالية

اشعر بالارتواء

اشعر بلذة الاحساس بالدفء والاحتواء

فلم يعد لدى احتياج  للارتماء فى احضان فارغه

لاتجلب لى سوى  العذاب والشقاء

بل سأمكث باقى عمرى فى حضنك مروية ومشبعه

شاكرة لك ياسيدى وياحبيبى

يامن بحبك ضمدت جروحى فشفيتها

و رفعتنى من الطين والمزابل الى العلاء

 

أمل سمير