خواطر صريحة جداً -1
إن الخداع والغدر والانتهازيه والاستغلال وأنعدام الرحمه والمشاعر هى أهم فضائل المجتمعات المنافقه الكاذبه ، وأكثر القيم رواجاً وفاعليه فى المجتمعات القبليه القمعيه المتخلفه التى لم تنجح فى أقامة علاقه قائمه على الاحترام والتعاون المتبادل مع الفرد ـ حتى وإن رفضت ولعنت واحتقرت فى العلن ـ بينما قيم أخرى مثل العداله والمساواه فى القيمه الانسانيه والتكافل ومساعدة الاخر بدون أى مطامع، واعطاء كل صاحب حق حقه ـ حتى وإن كان بلا ظهر يحميه، ودون أى أحتياج لأى تدخل أو وساطه ـ هى قيم سخيفه وباليه ومنتهية الفاعليه والصلاحيه وغير قابله للتطبيق أو الاستخدام ويتم تصنيفها ضمن قائمة الخطايا والرزائل والنقائص ونقاط الضعف ولعنها وأزدرائها ورفضها حتى و إن تم تجنيد كافه المؤسسات التعليميه والأعلاميه والدينيه للأشاده بأصحابها والدعوه الى التحلى بها .
" كثيراً ما يدعوا اللصوص الى الصبر والأمانه والرضى والقناعه حتى لا يزداد عدد من يتقاسم معهم الغنيمه "
يجب على الإنسان الناضج الواعى المنطقى العقلانى، الذى يحيا فى مجتمع بدائى حيوانى همجى سادى منافق مستغل،أن يتوافر لديه قدر جيد من التيقظ والتأهب، ودرجه كبيره من الشك والريبه وعدم التصديق أو الأنبهار بأى شئ أو بأى فكره أو بأى شخص ـ لا يحدث الأنبهار إلا بسبب ضعف الرؤيه ونقص الخبره فلا يوجد فى الحياه ما يستحق الأنبهار ـ والحذر الشديد حتى من أكثر الناس أظهاراً لمحبته والتأييد لأفكاره وأرائه وأفعاله وردود أفعاله وقراراته، مهما كانت درجة قرابتهم البيولوجيه أو الأجتماعيه، فأفضل أصدقاء اليوم ربما يصبح أسوء وأقذر وأشرس وأقسى أعداء الغد وأكثرهم قسوه وبطش ووحشيه ورغبه فى الأيذاء، فلا تعتقد ان توافقك واتفاقك مع البعض ممن يؤيدونك فى افكارك وتصوراتك واهدافك سوف يدفعهم ويؤدى بهم الى مساعدتك ومساندتك بهدف أنجاحك وتحقيق امانيك ورغباتك ومشروعاتك التى تتوافق مع افكارهم ورغباتهم وامانيهم ومشروعاتهم، فأنت بالنسبه إليهم لست إلا مجرد منافس وخصم يجب ازالته وازاحته وهدمه وتحطيمه نفسياً ومعنوياً والقضاء عليه.يجب على كل أنسان واقعى يرغب فى مواجهة الحياه بمنطقيه وعقلانيه أن يخفض من سقف تمنياته وتوقعاته الإيجابيه من الحياه ومن المحيطين به، وأن يتمتع بالقوه النفسيه والفكريه والأقتصاديه والجسديه أيضاً إن كان ذلك فى الأمكان ـ والحزم والحسم والشده والصلابه اللازمه لمواجهة الحياه التى فرضت عليه بدون أعطاؤه الأمكانيه أو الحق فى قبول أو رفض المجئ أليها، وأن يعرف أن الحياه بصفه عامه ليست الا سلسله طويله من أستعباد وأستغلال واذلال الاقوى للاضعف ولا اقصد فقط الأقوى من حيث البنيه الجسمانيه والعضليه ولكن أيضاً أقصد الأقوى أقتصادياً وعقلياً ونفسياً وفكرياً،والاكثر دهاء ومعرفه وفهم وأدراك لطبيعة الحياه، يجب أن لا ننسى أن المعرفه قوه ـ والأكاذيب والصراعات والمعارك المتلاحقه المتتاليه، ومؤامره محكومه ومحبوكه، وخدعه كبرى، وقصه عبثيه حزينه مؤلمه كان من الأفضل لو لم تكتب من الأساس، ومأساه مبكيه مضحكه، ومسرحيه هزليه ساخره أخرجت بشكل مأساوى جنونى، ومسلسل عبثى كئيب عديم المعنى ينتمى الى الكوميديا السوداء قد طالت مدته أكثر من اللازم بكثير جداً وبلا أدنى مبرر لذلك، ويجب عليه إن أراد النجاح فى مزبلة ومعركة الحياه أن يعرف الدور المناسب له ويكافح ويصارع للحصول عليه، ويفهمه ويتقمصه ويتقن أدائه، وأن يحب ذاته بدرجه معقوله ويتقبلها كما هى ويسعى لتغيير ما يمكن تغييره من صفات أو ظروف تعوق مسيره نجاحه، وأن تتطور شخصيته للأفضل وأن يصبح أكثر تفاعل وصلاحيه للحياه، فالحياه فى المجتمعات المحكومه بعقلية ونفسية العبيد، وسياسة الألهاء والتجييش والحشد والقطعنه، لا تعطى الأحترام أو الحق فى تبوء المناصب والوجود الفعلى الا للأقوياء ـ فنحن مجتمع سادومازوشى يقدس القوه ويتلذذ بخلق وأختلاق وتأليه الفاسدين والمفسدين والتعبد لهم ـ فمن بيده القوه هو من يشكل ويصيغ ويصدر التشريعات والقرارات ويضع القواعد والقوانين والقيم والمعايير والتصنيفات ويحدد الخطأ والصواب والمنطقى والغير منطقى والمسموح والممنوع والمشروع والغير مشروع ـ فالتاريخ لا يكتبه الا المنتصرون وليس المؤرخون ـ الحياه بصفه عامه وفى المجتمعات المتأخره الغير مدنيه بالأكثر لم ولن تحمى الضعفاء أو البسطاء أو المغفلين، ولم ولن تقبل بوجودهم إلا كأحذيه للأرتداء أودواب للركوب أو كدرجات سلم يصعد عليه الساده المتيقظين النابهين الفاهمين، أو كخدم وعبيد أو فى أفضل الأحوال كمجرد مساعدين، ولذلك يتحتم على كل راغب فى الحياة والتواجد الفعلى أن يتمتع بقدر كافى من الغريزه والطبيعه القتاليه الدفاعيه والهجوميه أيضاً عند الضروره، والصلابه والأصرار والمثابره، وحب وتقدير لذاته وإيمان بقدراته وأستحقاقه للنجاح، فمن لا يتقبلون ذواتهم ويحبونها ويحمونها ويدافعون عنها بكل حزم وحسم وقوه وصلابه وشراسه وقسوه إذا لزم الامر، يصبحون ضحايا للعديد من البشر الذين يعشقون ذواتهم بكل نقائصها وعيوبها، فكلما كنت أقل ثقه بذاتك وإيمان بقدراتك وأكثر تساهلاً فى الدفاع والمطالبه بحقوقك ـ كما يريدك المجتمع أن تكون ـ كلما أزداد عدد دواب وحشرات وديدان الأرض الساعيه لأستعبادك والتى تطمع فى التلذذ بأفتراسك.
سامح سليمان