حجرتي الزجاجية .. خواطر قصصية

نسرين ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

حجرتي الزجاجية .. خواطر قصصية

 


أشعر الآن بمشاعر وكأنني أرى مشهداً لم أعرف منأين قد أتى في ذهني:


 

 

نظرتُ نفسي فوجدتهابملابس واسعة فضفاضة من القطن المُريح بألواني الفاتحة الهادئة .. وأقف في غرفةيدخلها النور من كل مكان فحوائطها زجاجية الصُنع .. كم أشعر بمدى السلام والهدوءودفء الوجود هنا لكنني أشعر بالوحدة الغريبة التي لم أعرف من أين قد أتت إليِّ .. فبالرغم من التفاؤل والأمل الذي تفوح رحيقه في كل ركن من أركان هذه الغرفة لكننيأكرة وحدتي .. ورأيتُ بعيني خارج غرفتي أرضٌ واسعة من الخضار وأرى مجموعة قريبة منأُناسِ يبتسم كل منهم للأخر .. وآخرون يضحكون بحركاتٍ ظاهرة .. نعم لم أسمع ضحكاتهملكنني أراها في أعينهم وأفواههم .. فقد أخذني الفضول لأن أخطلت بهم كي أكسر وحدتي وأسعد بضحكاتهم ..



وما أن خرجتُ من حجرتي فقدرأيت أفواههم تتسع عن مجرد مظهر إبتسام وتزيد إتساعاً إلى أن أفغروها كاملاُ وكأنهميلهثون وقد وضحت أنيابهم كأنياب ذئابٍ .. لم أرى لها شبيهاً ناظرين إليَّ.. فقدتنبهتُ لإقترابهم من شخصي .. لكني حاولت أن أخدعهم وكأنني لم أراهم ولم أهاب وجودهم .. ومررت من أمامهم بخطواتٍ ثابتة .. وقد شعرت بأعينهم التي يصوبونها تجاهي وكأننيقد أصبحت هدفهم .. وبدأت أخرج من دائرتهم محاولة أن أبتعد ولكنني لم أعرف كيفأستطيع أن أعود لغرفتي .. فإتجهت بعيداً.. وأشكر ربي أنهم لم يمسوني بأذى ..



ولكنني بعد أن
 إبتعدتُ قد شعرتُ بحرارة تنبعث من جسدي وألم في كل لحمي ..ونظرتُ إذ كل ثيابي ممزقةوتفقدتُ نفسي فوجدتُ جروحٍ من كل مكان ممزق من ثيابي .. فتيقنتُ ان نظراتهم فقط قدأصابتني جروحاً .. وهلعت من شدة الألم والمنظر بخوف وبدموعي تجيش من قلبي وعقليالذي يلومني ..لماذا كل هذا الأذى من أُناس لم أقترف بهم أي أذى؟ وإن كانوا هكذاحقاً قد جرحوني بنظراتهم فحتى الرجوع لحجرتي هو المستحيل بذاته .. فقد يفتكون بيبين أنيابهم .. وصرختُ ياليتني لم أرهم .. يا ليتني لم أخرج من حجرتي ..

 

 

وإتجهتُ إلى أقرب شارع أتوسل من يراني ليساعدنيليطيب جروحي .. وبعد أن وصلت الشارع .. قد تراجعتُ من خجلي فثيابي أصبحت لم تسترنيكاملاً .. وقد إنسحبتُ و إستسلمت فبالرغم من جروحي .. فلن أقوى على الرجوع أو حتىالبكاء عاليا او المناجاه لأحد يشفيني فقد أصبحتُ عارية فلا من أحدٍ يشفق ..


========

نسرين