إنك تتساءل عما إذا كان من الصالح أن تشارك الآخرين بصراعاتك الشخصية، وخصوصاً من أنت مدعو لخدمتهم. إنك تجد صعوبة في أن لا تتحدث مع من تحاول مساعدتهم عن آلامك وأحزانك. أنت تشعر بأنه لا ينبغي عليك إخفاء ما يخص عمق إنسانيتك. أنت تريد أن تكون زميل في الرحلة وليس مرشد من بعيد.
السؤال الأساسي هو "هل تملك ألمك؟"
أن تملك ألمك يعني أن تدمجه في كيفية وجودك في هذا العالم. وطالما أنت لا تملك ألمك فإن هناك خطراً قائماً بأنك تستخدم الآخرين للحصول على شفاء شخصي لك. فحين تتحدث إلى الآخرين عن آلمك بدون أن تمتلكه بالكامل فأنت تتوقع منهم شيئاً لا يمكنهم أن يمنحوه. وكنتيجة لذلك فإنك تصاب بالإحباط، وهؤلاء الذين أردت مساعدتهم يصابون بالتشويش أو خيبة الأمل أو يخرجون مثقلين بمزيد من الهموم.
ولكن حين تمتلك ألمك كاملاً ولا تتوقع ممن تخدمهم أن يقوموا بتخفيفه، فإنك تتمكن من الحديث عنه بحرية حقيقية. وعندئذ تتحول مشاركتك بصراعك الشخصي إلى خدمة، عندئذ يقدم انفتاحك الشجاعة والأمل للآخرين.
ولكي تكون مشاركتك بصراعك الشخصي خدمة للآخرين فمن الضروري أن يكون لك أناس يمكنك أن تذهب إليهم باحتياجاتك الخاصة. فسوف تكون دائماً في حاجة إلى أناس آمنين يمكنك أن تذهب إليهم وأن تسكب قلبك هناك. سوف تكون دائماً بحاجة إلى أناس لا يكونون هم في حاجة إليك وإنما يمكنهم أن يستقبلوك ويردوك إلى نفسك. سوف تحتاج دائماً إلى أناس يمكنهم مساعدتك على امتلاك ألمك وصراعك الشخصي.
وهكذا فإن السؤال الجوهري لخدمتك هو: "هل مشاركتي بصراعي الشخصي أمر يخدم الشخص الذي يطلب مساعدتي؟" وهو سؤال يمكنك الإجابة عليه بالإيجاب فقط حينما حقاً تمتلك ألمك ولا تتوقع شيئاً ممن تقوم بخدمتهم.
من كتاب: "صوت الحب الداخلي"
(الأب: هنري نووين)
(صفحة 72)
ترجمة: مشير سمير
يُسمح بإعادة نشر المحتوى بشرط ذكر المصدر واسم الكاتب والمترجم