العناية الإلهية

أوزوالد تشيمبرز ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٢

"فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب الخيرات للذين يسألونه" (مت 7 : 11)

 

الرب يسوع يضع هنا قواعد السلوك لهؤلاء الذين قبلوا الروح القدس. وهو بالبرهان البسيط لهذه الآيات يحثنا أن نشغل أذهاننا على الدوام بتأمل العناية الإلهية التي تختفي وراء كل شيء مما يعني أنه يجب على التلميذ أن يحافظ على وضع الثقة المطلقة وأن يحرص باشتياق زائد على السؤال والطلب.

ينبغي أن تنبه ذهنك على الدوام أن الله هناك. فإذا ما تنبه الذهن إلى هذه الحقيقة، فحين تحيط بك المصاعب يكون من السهل عليك، كسهولة التنفس، أن تذكر أن أبي السماوي يعرف كل شيء عن ذلك! ولا يحتاج الأمر إلى مجهود، ولكنه يأتي طبيعياً عندما تضغطنا الشكوك. فأنت من قبل، كنت معتاداً أن تذهب إلى هذا الشخص أو ذاك، أما الآن فإن تذكار العناية الإلهية يتواجد فيك بقوة حتى أنه يدفعك لكي تلجأ إلى الله مباشرة بهذا الخصوص. إن الرب يسوع يضع هنا قواعد السلوك لهؤلاء الذين قبلوا الروح القدس، وهي تعمل على هذا الأساس ان الله هو أبي، وهو يحبني، وسوف لا أفكر أبداً أنه يغفل عن أي شيء، فلماذا أقلق إذن؟

ولكن يسوع يقول: هناك أوقات لا يمكن لله فيها أن يرفع الظلمة عنك، ومع ذلك عليك أن تثق فيه. قد يظهر الله مثل صديق قاس، ولكنه ليس كذلك، وقد يظهر مثل قاضٍ ظالم، ولكنه ليس كذلك، وقد يظهر كأب مجرد من عاطفة الأبوة، ولكنه أيضاً ليس كذلك. فليكن إيمانك بأن الله يقف وراء كل الأمور إيماناً قوياً ونامياً. لا يحدث شيء أيا كان ما لم يكن الله هناك وراءه، ولهذا فإنه يمكنك أن ترتاح في ثقة كاملة به. والصلاة ليس سؤالاً فقط، بل هي انعطاف ذهني يهيئ الجو الذي يكون فيه السؤال طبيعياً. "اسألوا تعطوا".

 

 

(أوزوالد تشيمبرز)
من كتاب :أقصى ما عندي لمجد العلي
قراءة يومية – 16 يوليه