الزمن الجميل

ج. أ. ك. ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

الزمن الجميل

 
كنت دائماً أتمني أن تكون حياتي مليئة بالسعادة وتكون دائماً مثالية وعلى ما يرام دائما لكن حتى هذا غير صحيح لأنه لا توجد مثل هذه الحياة أبداً جعلتني دائماً أبحث عنها.
لا أعلم هل أنا أحبك الآن أم ماذا ماذا أنت في حياتي من أنت ومن كنت هل هي أكذوبة في العالم أسمها الحب الأبوي هل يوجد أب يحب أولادة بدون أي هدف أم هذا زيف وخداع وأنت أيتها الأم أين كنت أين دربك في حياتي كيف صارت  أين أنت أين أنت أين أنت أسألك أين أنت بكل ما أتيت به من قوة بقد الارتباط بيني وبين أبي كيف تسمحين بهذا كيف تتركي أولادك لا يشعرون بمحبتك وحضنك كيف تتركين أولادك يشعرون بدفء احد غيرك هل لا تملكين الحب آم لا تعرفينه هل لا توجد لديك ذراعين تحوي بهم أطفالك آم قطعوا هل كانوا يوجدوا فقط للضرب هل لم يوجد لك لسان تعبرين به عن مشاعر الحب آم قطع هل وجد فقط للإهانه والسب من أنت هل أنت أم. من أنت ما هي كينونتك في هذه الحياة لماذا أتيت وتسألين الآن ما هو دورك في هذه الحياة أستمري هكذا أفضل لا تسألي لأن ليس من مجيب عليك لا أحد يريد حتى أن يقول لك أنك أخطأت أو أهملت أو تركت أو دمرت أو أهنت أو سلبت المشاعر أو ـأو أو أو إن هذا كثيرا لا أريد لا أريد أن أقول لكما شيئا لماذا قررتم أن تنجبوا أطفالا أم لم تقرروا هذا الشئ هذه سنة الحياة كما يقولون أم حتى تشعروا برغبة في الحياة(أنكم ياسلام هايلين برافو عليكم عرفتوا تعملوا حاجة شاطرين جدا خلفتوا الخلف الصالح مالنا ما إحنا زى الفل هو في حد زيكم بنتين وولد زينة الحياة الدنيا) لم تكتفوا بواحدة ولا اثنتين بل ثلاثة دمرتم ثلاثة مخلوقات بضربة واحدة برافو حقيقي برافو عليكم.
كنتم تفتخرون أنكم تعلمون كل العلم عن التربية والأخلاق الحميدة فعلا نحن تربينا على الأخلاق الحميدة لكن افتقدنا ما هو أعظم حضن الأم الدافئ الحنون وحنان الأب.
أشعر الآن أني يتيمة من زمان أوي عندما كان يأتي عيد الأم لم أكن أشعر بفرحة إني أريد أن احتفل بأمي والآن أيقنت لماذا لأني لم تكن لي أم لم تكن لي أم إذا من أنت أيتها السيدة التي تعيشين معنا هل أنت أمي آم زوجة والدي على كل الأحوال أنت لكي كل الاحترام والتقدير لأنك خليقة الله ومريضة والرب وصانا على الذين هم في مثل حالتك فرفقا بك. لا تخافي لن نتركك سوف نفعل لكي الواجب والمفروض.
كنت أشعر أني داخل الزمن الجميل وليس أن في الحقيقة داخل غابة.
كنت دائما أتخيل نفسي بنت الملك التي تعيش داخل القصر الرائع يحميها من كل المخاطر وتنظر على الغابة من شباك النافذة ودائما تقف في هذا الشباك وتقول أنا في هذا القصر الجميل لا أشعر بعناء من يعيشون في الغابة أنا أحيا الزمن الجميل أن الأميرة من مثلي في هذا العالم أنا الأميرة من يجرؤ أن يقترب من الأميرة ووجدت نفسي في بيت من الزجاج لا أري العالم الداخلي ولا الخارجي من وضع الأميرة في هذا البيت الزجاج كانت تشعر بالدفء ولكن البيت من الزجاج أفيقي أيتها الأميرة الصغيرة لا أريد أن أفيق الثعلب يخطف من هم في الغابة وبالداخل لا أعلم كأنني عندما أفيق وأخرج من هذا البيت الزجاج
أصطدم بالحقيقة وأريد أن أغيب مرة أخرى رفقا بي إلهي أصرخ إليك لا أريد أن أفيق الواقع أصعب جداً أنه فوق احتمالي هل لم أكن في الزمن الجميل هل لم أكن في زمن الحب هل مازلت ملقاة في قارعة الطريق أين أنا هل أنا في هذه الحياة أم أنا خارجها هل هذا حلم آم كابوس أم أنه الواقع من أن أين أنا من هؤلاء لا أعرف أحد ممن هم حولي لا أريد أن أعرف أحد أريد أن أنتشل من هذه الحياة لا أريد أحد لا أريد هذه الحياة الزائفة ياليتني ما وجدت في هذه الحياة المريرة لقد أفاقتني الصدمة بالضربة القوية التي كادت أن تهوي بي إلى أسافل الأرض إلى الهاوية إني أشعر وكأنني في لعبة في ملاهي التي يربطون الطفل فيها بأستك عندما يقفز يصعد إلى عال جدا جدا يتلامس مع الطائرات ثم ينخفض جدا جدا يتلامس مع الهاوية أنا الآن أتلامس مع الهاوية من يرحمني أنا الإنسان الشقي في هذه الحياة أريد أن أصرخ من أعماقي صرخة مدوية من شدتها لا يسمعها أحد لأنها فوق مستو الصوت العادي لا يتعارف عليها أي أذان على هذه الكرة الأرضية اللعينة.
أبي السماوي أرجوك أرحمني من عذابي القاسي أرحمني من صراعي الداخلي أرحمني من هذا الشقاء اللعين أريد أن أتواجد. لا أريد أن أترنح مثل السكران لا أريد أن افقد الوعي مرة أخري أنا أحبك يا الهي.
هل فعلا أحبك هل حقا أريد حياتي معك هل إنا حقيقي أبنتك أم ما أشعر به هو زيف كما كنت أشعر مع والدي أحيانا أتسائل هل تسمعني هل أنت موجود في هذا العالم أم أن صوتي لا يعلو فوق هذا السقف أم أن صوتي أعلى من أي شئ أين أنت وسط خوفي ومرضي وتتتالي الأمراض لماذا تسمح بكل هذا لي  لماذا لماذا كل ما مررت به في حياتي ألست أنا أبنتك كما تزعم أم أني لست كذلك أم أنك أنت لست بموجود ألم أطلب منك مرارا ومرارا أن ترحمني ام هذه هي الحياة الطبيعية و أنا التي كنت مغيبة عنها.
ضحكوا علي وقالوا لي أن الحياة رائعة وعندما يأتيك أمراض وأشياء قاسية صلي لإلهك كي يرفع عنك ولكن ليس بمجيب لماذا كل هذا أشعر بدوار شديد أشعر وكأن كل شئ في هذه الحياة ليس له معني ليس له معني ليس له معني.
لمن أصرخ اشعر بتيه شديد.أريد أن كل الأشياء تصمت في وقت واحد لا أريد سماع شئ لا أريد أريد أن اسمع صوتي أريد أن أختار شئ بدون صراخ وصياح من حولي أشعر وكأنني بدون هوية وبدون نفس وبدون روح وبدون عقل أين نفسي أين روحي أين عقلي من أنا من أنا من هؤلاء الأشخاص من هؤلاء الأطفال متي جاؤا إلى هذا العالم لماذا جئت بهم إلى هذا العالم الشقي ياليتني لم أنجب لكي لا يتيهوا في هذا العالم.
ربي أني أنادي عليك أرجوك رد على أرجوك أجبني أرجوك هل تسمعني هل تشعر بي.
الو ربنا هل تسمعني حول.
انتظر الإجابة ياربي.


كنت أتخيل عندما أجلس جلسات المشورة و أعبث بالماضي أن ما طفا على السطح سوف يتم قشطه كما تقشط الريمة من سلق اللحم والفراخ وينتهي بي كل هذا ويتم غليان اللحم في هذه الحجرة ويتم تسويته ونصل إلى النهاية ولكن مع كل غلوه أي جلسة تظهر الريمة باستمرار وتخرج على السطح وهذا لم أكن أتوقعه أبداً كنت أعتقد انه هنا النهاية ولكنها أصبحت البداية ولن تكن هناك نهاية ما دامت لم تكتب النهاية على صفحة هذه الحياة وعندما تسدل ستائر الحياة.

كنت أجلس أمام التلفاز وكانوا يتحدثون عن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة وسألت زوجي هل هذا مؤلم فقال ما هو المؤلم فقلت التبرع بالأعضاء بعد الوفاة فقال وكيف يكون مؤلما والإنسان ميتاً وأنا أعلم تماماً الإجابة ولكن ما بداخلي شئ أخر من رواسب أبي الرواسب الرائعة التي كل ما أتذكرها أقول ونعم الأب كان يقول دائما عبارته الشهيرة (لما أموت ابقوا سيبوا باب القبر مفتوح أو أفتحوا شباك علشان أتنفس وإلا أتخنق) فكنا نقول له و انا هتبقى حاسس بحاجة فكان يقول طبعاً. وسكتت شهرذاد عن الكلام المباح........

مرة أخرى أسأل لماذا يارب الموت؟ لماذا يارب المرض؟ ليه لازم أليست لازم كلمة خاطئة ولكن عندك هي واجبة ألم نمرض ألم نموت ألم نصاب بالآم مضنية ألم نعذب في هذه الأرض ألم نجرح ونتألم ألم نرى الجحيم كل يوم ألم نكسر ونسحق ليه لازم والحتمية فرضت على أولادك الذين يعرفوك هل هذا هو الحب هذا هو العدل هذه هي النعمة.
ألم ترى التائهين والبائسين ألم ترى المجروحين والمذلولين والمتألمين ألم ترى أرض الشقاء التي وضعتنا فيها.
هل هذه هي الحياة أم الموت هل هذا النور أم الظلمة لماذا أوجدتنا في هذا العالم الشقي الحزين لماذا اخترت أن نتألم مالنا إحنا ومال أدم هل هو العدل أننا نحمل وزر أدم طيب أنت حملته عنا إذا لماذا نتألم.
يارب انا تعبانة وحاسة أني بخرف لكن اريد إجابة عما يحدث ليه سمحت بكل هذا لم أكن أريد المرض لماذا أعمل سبع عمليات إلى الآن عارفة أني أحسن من غيري كتير عارفة أني أفضل منهم والمفروض أني اشكر ربنا أني لم أصاب بأكثر من هذا لكني لم أستطيع أن أرضى تعبت كتير وحسيت بالوحدة أكثر مرات كثيرة أصبت بالاكتئاب وكنت أشعر بقلة الحيلة كل مرة أمرض فيها وأشعر بعجزي وأشعر أني سجينة داخل فراشي سجينة داخل مرضي حتى أولادي لم أكن قادرة على أن أعولهم ويصابوا هم أيضا بالحزن ويخافوا يقربوا مني لأنهم خايفين أن أتألم وأزداد في الاكتئاب وأسأل ربنا هل أنا أخطأت وأتوب وأحاول أن أعرف عما أتوب ولا أعرف وأسأله مرة أخرى ماذا تريد مني لماذا تدخلني في كل هذا الألم لماذا أصاب بكل هذه الأمراض هل أنا أنانية هل لا يوجد عندي إيمان هل لا أعرف الله هل هو بعيد عنى كنت أشعر أنه عيب أقول كده غير لائق أن أسأل ربنا أو أقول له عما أشعر لا يجب أنأقول له أني زعلانة منه كنت أبكي كثيرة من شدة الوحدة أشعر بهوة كبيرة أنا بحبك ياربي وعارفة أنك جيت علشاني علشان تديني راحة أبدية ليست في هذا العالم لكن في الأبدية لكني مش شايفة الأبدية أنا اللي شايفاه هي الحياة ديه قوي إيماني أجعلني أرى وأنظر الغير منظور كأنه الآن لا اهتم بشئ في هذا العالم أجعلني لا أهتم بالألم والمرض والموت  لا أهتم بشئ أرى غير المنظور حتى لا أشعر بالتعب يارب أنا بحبك أرجوك ريحني أجعل عيني تنفتح واراك اراك أريد أن أراك رؤى العين ارجوك.
ماذا أفعل أن لم أبصر؟؟؟؟؟  وإذا لم أفهم ؟؟؟؟؟
 

ج. أ. ك

القاهرة - ديسمبر 2009