إلى أمى ..

Karin ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

إلى أمى ..

 

 

 

 

 

 

أتدركين .. بما شعرت ؟

 

شعرت إنى كقطعة قماش تستمرين فى غسلها و كيها و نشرها أمام البشر وتقولين أنى إبنتك رغم انى تمزقت ؟؟

 

أتدركين ... بما شعرت ؟؟

 

شعرت أنى كقطعة من العجين تضغطين عليها وتقطعينها و تضعينها فى فرنك .. وتفتخرين بها أمام البشر ... وتقولين أنى إبنتك رغم انى تحرجت ؟؟؟

 

أتدركين .. بما شعرت ؟؟

 

شعرت أننى كعروسة الماريونت .. تريدين دائما تحريكها حيث تريدين لا حيث أريد ... أكل ما تأكلين .. أشعر بما تشعرين .. أتحرك كما تتحركين ...فصرت بلا إرادة ولا رغبة فى الحياة

 

شعرت بقشعريرة الكراهية حينما نطقتى كلمة حبيبتى فأنتى لا تعنيها .. فمنذ طفولتى وأنا لا أعرفك ولا أعرف معنى لهذه الكلمة التى نادرا ما سمعتها ...

 

يا أول كلمة نطقتها منذ نعومة أظافرى ... هل سأستطيع ان أتوقف لحظات لأفكر هل انا أحبك ام أكرهك ؟؟ ... وهل أستطيع الإستغناء عنك بدون اى شعور بالذنب  ؟؟ لماذا لم تفطمينى عن هذا الشعور الطفولى ؟؟ ... ألم يكن هذا دورك ؟ أم وددت أن لا أنمو ولا أنضج حتى أكون دائما بجانبك أحتاجك فقط لأملأ إحتياجك ... ؟

 

أنا اليوم لست بطفلة ... أريد بشدة تقطيع كل هذه الحبال القوية التى قيدتينى بها لسنوات ... ولكنى أخشى الفشل .. أتدرين ..  إنى أخشى الحرية ؟؟؟ ...  أخشى حتى التعبير عنها بكلمة أنطقها ... فكلما نطقت بها أقنعتينى أن الحرية تساوى الجحود و التمرد و الإنحراف ...كم أشتاق أن أتنسم هذا الهواء الخارج من صندوقى الخرسانى .. ولكنى أخشى الشمس الحارقة  ويظل سؤالى الحائر بداخلى يطوف بذهنى دوما  .......

 

هل ستتمردى ؟؟ أم ستتدمرى ؟؟

 

 

 

 

Karin