صراعنا فى هذه الحياة لا ينتهى .
نحن نصارع منذ أن نولد و إلى ان يوارينا الثرى.
نصارع منذ ان نفتح عيوننا فى الصباح و إلى ان تُغلق مرة أخرى عندما ننام.
نصارع حتى عندما ننام، فى احلامنا، بل و فى احلام اليقظة.
نصارع لكى نثبت وجودنا و نجبر الاّخرين ان يعترفوا بنا.
نصارع لكى نبنى لأنفسنا أسم يُشار إليه و وجود يسعى الاّخرين للوجود من قربه.
نصارع أن نكسب قوتنا ، بل و أكثر من هذا لما هو لازم لرفاهية حياتنا الحاضرة و تأمين حياتنا المستقبلة.
نصارع لكى نكسب أقصى ما نستطيع أن ننتزعه من هذه الحياة من مال و نجاح و شهرة.
و لكن دعنى أتسائل ... لماذا هذا كله؟
فى رأيى أن الانسان المعاصر وضع نفسه فى مأذق عندما ارتضى أن يلعب لعبة الحياة - بالطبع الحياة ليست لعبة تماماً – بقواعد فرضها عليه العالم الحالى و المجتمع الذى يعيش فيه ، و صدقها هو بل و أحياناً يطور فيها.
إنها قواعد العالم الحاضر. الذى قال عنه الله أنه قد وضع فى الشرير. أى أنه مصبوغ بصبغة شيطانية.
ناهيك عن قول علماء النفس أن هذا الصراع ما هو إلا إنعكاس لشعورنا بعدم القيمة و الكفاية فى أنفسنا ذاتها.
ومن لا يلعب هذه اللعبة كما هي ، و يفوز فيها، لن يكسب احترام الأخرين له بل و قد يلفُظه المجتمع.
حتى أننا استبدلنا كلمات سيئة السمعة مثل الطمع و محبة المال بكلمات أخرى مثل الطموح و البركة حتى نخمد ضمائرنا.
أتدرون أننا حتى مع الله نصارع أيضاً. و الأدهى أننا نظن هذا الصراع مشروع بل ولا غبار عليه.
إذا اعطيناه الفتات من الوقت و القليل من الأهتمام ، نطالبه بالبركات الروحية و المادية فى المقابل.
و إذا كنا كرماء معه و سلمنا له حياتنا – كما نقول – نصارع كى نأخذ المجد و المكانة اللائقة بنا كأولاد لله..!
إن الإنسان المعاصر يعيش صراع فكرى عنيف ممتزج بتوتر مستمر متأصل داخل جذور نفسه الأنسانية.
و الأن ما هو الحل ؟؟
هل نستطيع أن نتوقف قليلاً ريثما نشخص حالتنا.
هل نرضى أن نحول صراعنا إلى الخارج إلى صراع لبناء الداخل.
هل نقبل ان نتجاهل أحياناً ما يُرى من الأمور الوقتية و ننشغل فكرياً بما لا يرى من الامور الأبدية.
هل نقبل أن نعيش حياة القناعة و الأكتفاء و أمثال هذه المفاهيم التى لم نعد نسمع عنها.
هل نقبل أن نعيش فى الظل - اّه ... يا لها من كلمة صعبة ..! - و نستغنى عن ان نكون لامعين فى مجتمعنا.
هل نرضى أن نسكن الأرض و نرعى الأمانة - أى حياتنا.
هل نتجه أن نصارع فى معرفة أنفسنا و فى معرفة الله كما فعل اُغسطينوس.
أسئلة حائرة و إجابات نتخذها – أنا و انت – فى حياتنا.
أشرف فلتس