أفكار

سامح سليمان ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

أفكار


    كثير من مسلمات الحياة و حقائقها  لم تصبح حقائق الا لرغبتنا فى تصديقها.
    تكمن سعادة البشر فى عدم معرفتهم لمدى تفاهه الحياه وتفاهتهم .
    تكمن تعاسة البشر فى وعيهم بوجودهم، وكلما ازدادت درجه الوعي، ازدادت درجه التعاسه .
    لا تسعى الى أكتساب الأعداء فلديك منهم ما يكفى ويزيد، سواء شئت أم أبيت .
    غالباً ما تؤدى الرؤيه الدقيقه والمعرفه الحقيقيه للأصدقاء الى زيادة الأحترام والتقدير للأعداء
    لن تفهم الحاضر وتعرف المستقبل إلا إذا درست الماضى .
    كن إيجابي وطموح ودائم السعى نحو تطوير ذاتك وأعلاء مكانتك، ولكن بواقعيه وعقلانيه وحكمه وحذر من مكائد وكراهيه
وحقد المحيطين بك وسعيهم لأقتناصك ، والا ستجد ألاف الأيادي التي تصفق لك بحرارة ولكن على قفاك .
    لماذا نعتبر الكائن البشرى أفضل من الحيوان، بالرغم من عدم أحتراف الحيوان للكذب والغدر، والتعذيب والمذابح الجماعية ؟
    ظهرت كثير من النظريات التى تبحث عن أصل الأنسان، ولكن من خلال تجربتى الشخصيه وتعاملاتى مع المحيطين بي، وبعد مده طويلة من التفكير أستطيع بكل ثقه أن أقول أننى قد توصلت الى أن الأنسان أصله بغبغان أو شريط كاسيت.
    أعتقد أن الحل الوحيد ليصبح الكون أفضل هو أن يمسك كائن أخر غير الأنسان بزمام الأمور، فالإنسان قد انتهت صلاحيته  للأدارة منذ زمن طويل، فتاريخه عبارة عن سلسله من الخيبه والعار، وبقاؤه فى مركز السياده لن يؤدى إلا لمزيد من الكوارث.
    كيف سيكون شعورك عند قيام أحد الأشخاص بأخذك دون أستئذان الى مكان شديد السوء ولن تحصد منه ألا الكثير من التعب والحزن والألم؟ أرجوا من كل رجل وأمرأه التفكير بعمق فى هذا السؤال قبل السعى بأنانيه  مفرطة نحو أنجاب الأطفال .
    بالرغم من أفضلية الحقيقه عن الوهم حتى وإن كانت مؤلمه، لكن الحياه تحتاج لبعض الأوهام للتخفيف من بشاعتها وقبحها.
    الحياه هى أبشع مأساة وتكمن بشاعتها فى أستمراريتها وعدم أختيار المجئ إليها، الحياة ليست إلا ابشع تجلى للغباء والوحشيه
    أهم الصفات الواجب توافرها لتحقيق النجاح فى مجتمعنا : الدهاء، النفاق، الغدر، إنعدام المشاعر، موهبه التمثيل .
    كثيراً ما نتكلم عن القراْة وأهميتها، ودائماً نعرف المثقف بأنه الشخص الذى يقرأ كثيراً، بالرغم من وجود مئات الكتب التى تصيب قارئها بالعته والبلاهه والجنون ، وتزيد من درجه غبائه، وأعتقد أن ذلك يرجع الى ثقافتنا الأستعراضيه القائمة على  الحجم والكم وليس الجوده، فالمثقف الحقيقى هو من لديه منهج فكرى تنويرى تقدمي، وليس من لديه أكبر قدر من المعلومات .
    تمتلئ حياة الانسان الذى اجبره سوء حظه وقدره التعس أن يولد فى مجتمع متخلف تسوده ثقافه تراثيه تلقينيه قمعية، بقصص خرافيه لأبطال وهميين ليس لهم وجود، وتمجيد يومي لسير وأقوال الأباء والأجداد، وتقديس لقيم عنصريه منحطه.
    كلما أقتربت أكثر من الشخصيات التي تشكل لك مصدر للأعجاب والأحترام  كلما تضألت مكانتهم فى عينيك، فالمعرفة الوثيقة تؤدى إلى هدم العديد من التصورات الرومانتيكيه الوهميه الزائفه، مما يسبب الفشل للعديد من العلاقات الأنسانيه، وعلى وجه الخصوص الزواج ، لذا يجب أن نعتاد على رؤيه الأحداث والأشخاص على حقيقتهم، دون التأثر أو الرجوع لأى اعتقاد مسبق.
    هناك تشويه كبير لمفهوم اليأس نتيجه الخلط بين اليأس العاطفى واليأس العقلاني، بالرغم من الاختلاف الشديد بين النوعين. اليأس العاطفى هو رفض للواقع لأختلافه عن توقعات وهميه وصور وردية غير حقيقية عن الحياة، وهو يأس سطحى متغير  متقلب مبنى على المشاعر ويؤدى الى تدمير صاحبه. بينما اليأس العقلاني مبنى على الفكر، فهو فهم عميق ومتزن ورؤيه منطقيه واقعيه للحياة، وقبول شجاع ومنطقى للحقائق، ويؤدى لأن يشعر من يتمتع به بالهدوء والسكينه والسلام مع النفس .
    توجد مسافة طويلة بين الاستحاق للشئ ، وبين القدرة على اقنتاصه وامتلاكه والاحتفاظ به .
    إن دافعيّ الخوف والكراهية هما أقوى الدوافع تأثيراً في قرارات وسلوكيات الكائن البشرى، لاقترابهم الشديد من طبيعته، فالخوف ينتج من حب الكائن البشرى لكيانه ورغبته في حمايته والدفاع عنه، والكراهية دافع قوى في حد ذاته، فهو قدره على الرفض والتخلي وتعبير عن عدم الاحتياج، هما أقوى خاصةً من أكثر الدوافع ضعفاً وابتعادا عن طبيعته، وهو دافع المحبة لكائن أخر .
    في المجتمعات الغبية الجاهلة لا يستخدم بكثرة من أجهزة الجسم إلا جهازين فقط هما الجهاز الهضمي والجهاز التناسلي .
    فى المجتمعات الحيوانية الغبية لا يتم الأستفاده من أفضل و أعمق الكتابات إلا باستخدامها كأوراق تواليت عند انقطاع المياه .
    لن تقترب من الحقيقة إلا بعد أن تنهار أمامك قيمة و مكانة و حصانة كافة الأفكار والقيم والمعتقدات والشخصيات .
    الإطار المسموح به من الحرية ـ هذا إذا اعترفنا بوجودها ـ لا يسمح لنا إلا بقليل من التنفس.
    إن أغبى الأسئلة وأكثرها تفاهة هو لماذا أعيش ؟ فالسؤال الحقيقي هو كيف أعيش، كيف أعيش حياتي وليس حياة مجتمعي ؟
    كثير من المبادئ والأفكار والمعتقدات ليس لها قيمه فى حد ذاتها ، نحن من يعطيها القيمة والمعنى والتصنيف.
    في المجتمعات اللاإنسانية أنت كائن بلا هوية، أنت مجرد رقم، أنت مجرد سلعة في مجتمع لا يؤمن ولا يتعامل إلا بقوانين السوق.
    ازدياد السادة مرتبط بزيادة درجة الضعف، وازدياد الأعداء مرتبط بزيادة درجة القوة، ويجب أن تختار ما بين العبودية والعداوة.
    يجب أن نرفض تأليه الأفكار أو تقديس الشخصيات، يجب أن لا نقبل سيادة إنسان الماضي على إنسان الحاضر والمستقبل .
    يجب أن نتمتع بقدر كاف من المعرفة لهدم جميع ما تحتويه حياتنا من أوثان ، لاستبدالها بحقائق قابله للنقد والتحديث .
    يجب ان نتمتع بدرجه كافيه من الحزم والحسم للتخلص من أي علاقة نتعرض من خلالها للامتلاك والاستغلال وسلب الإرادة .
    غالباً ما يؤدى الإحساس المرهف إلى قصر العمر، فكلما كان الكائن البشرى أكثر جهل و غباء و تبلد، كلما كان أطول عمراً .
    خدعونا فقالوا أن ألقناعه كنز لا يفنى ، بينما الحقيقة هي أن النفاق كنز لا يفنى .
    الصداقة هي المبرر الشرعي للتملك والاستغلال ، والزواج هو المبرر الشرعي لتملك الأخر وسحقه واستعباده و قتله ببطء .
    أكبر وأعظم خطيئة وجريمة ترتكب يومياً هي الإنجاب .
    نعم الحياة عبثيه وقائمة على الاستغلال والكذب والخداع والوهم ، ولكن يجب أن تحترم ولا تدار بالعبث .
    لقد أُلقي بك إلى الحياة وحيداً، وستظل وحيداً إلى أن تموت، لقد أُلقي بك إليها بدون اختيارك، وسترحل عنها أيضاً بدون اختيارك.
    مخطئ كل من أعتقد أن الحياة يحكمها المنطق أو النوايا الحسنه ، فالحياة بدرجه كبيرة لا يحكمها إلا الصدفة والدهاء والقوه .
    من الصعب أن تتلامس مع الحياة ، بدون أن تتلامس مع الموت وتشعر باقترابه التدريجي وتعيشه .
    يجب أن تشعر وتتلامس مع قيمة كل دقيقه من حياتك ، لأن كل دقيقه قد مرت قد تم خصمها من رصيدك .
    أن مأساة الإنسان تكمن في بحثه عن القيمة لذاته والمعنى للحياة . الحياة نعم غبية وعبثية و تقريباً بلا معنى ، ولكن من الممكن أن نخلق لها معنى ، وهذا المعنى يكمن في التحدي ، المعنى يكمن فى تغلب إرادة الحياة لدينا على إرادة الموت .
    نحن بحاجه لإنسان يفهم الإنسان ثم يكتب عنه ، ولسنا بحاجه لكائن بشرى يكتب عن و إلى المفترض كونه أنساناً .
    من لم يدرس كتابات (عبد الله القصيمى، نيتشه، البير كامى، نوال السعداوى، سلامه موسى) ليس من حقه أن يعتبر نفسه مثقفاً.
    إياك ان تعتقد أن الحياة سوف تعطيك أفضل ما لديها لمجرد اعتقادك باستحقاقك للأفضل ، فالحياة لا تعطى إلا أسوء ما فيها .
    بالرغم من احتقارنا "الظاهري" الشديد للجنس إلا انه المؤثر والمحرك الرئيسي  لتشكيل وصياغة أغلب معتقداتنا وسلوكياتنا .
    في مجتمعنا لا يوجد اختلاف بين غذاء البطون وغذاء العقول فكلاهما فاسد وملوث .
    إن ما يتميز به المتعلم عن غير المتعلم ليس إلا حوزته على ما يثبت جهله، وكلما ازدادت درجة التعليم ، ازدادت درجة الجهل .
    في الحياة عامةً، وفى المجتمعات الافتراسية خاصةً أنت دائماً مستهدف، فلا تدع أحداً يشتم رائحة خوفك، أو يراك في ضعفك .
    في المجتمعات المتخلفة لا يعطى الحق في محاربة التلقين إلا بالمزيد من التلقين، ولا محاربة الخرافة إلا بخرافه من نوع آخر .
    رسالة الى مشروع منتحر: ـ لماذا تحقق هدف مجتمعك وتترك نصيبك في الحياة لحشرات وديدان الأرض وأكثر كائناتها قذارة؟

سامح سليمان

القاهرة