آتي اليك يا رب بكل ضعفي

ماري شحاتة ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٠

آتي اليك يا رب بكل ضعفي

 

آتي اليك يا رب بكل ضعفي وقلة حيلتي  ..آتي اليك بإفلاسي  وبمحاولاتي  الفاشلة  .. آتي اليك بشري وطبيعتي  الفاسدة  .. آتي اليك بقلب  قد تقسى عليك كثيرا جدا حتى تجمد..

آتي اليك بعقلي الذي تعب من كثرة ما سمع عنك  من كثيرين طوال سنين وسنين  .. ولم يشعر  إن من يتحدثون عنه هو أنت  ..  فظل  يبحث و يسأل من أنت  .. ولكن  بعيدا عنك !

آتي اليك مرة أخرى  .. أتمنى  ألا تكون مثل المرات السابقة  .. فقد سئمت من نفسي  التي توعد  وتخلف ..

آه من قلبي الذي غلظ  .. آه من نفسي  التعبانة  التي  تشتاق اليك  وتعلم  جيدا إن ليس من يملأ فراغها سواك  .. ولكنها تعند .. وتبعد  .. وتحب  العالم  .. وتحب نفسها  !

اليوم أتذكر هذه الآية : "اليوم إن سمعتم صوته، فلا تُقَسّوا قلوبكم" ..  ولكن  كم وكم  من مرات  سمعت صوتك  وتكلمت فيها  إلي .. لكنني  تكاسلت  وتقسيت وعشت على الوهم الكاذب  .. إن في يوم  ما حين أشعر إني أريد إن أرجع .. وأقول “:أقوم وأرجع الى أبي “ سوف أجدك  !آه من خوفي من هذا ..  آه لو أتيت اليك اليوم ولم أجدك .. وغدا ولم أجدك  ..وبعد غد ولم أجدك  !

آه من قسوتي وعندي الذين جعلا صوتك يخفت ويخفت  ..

ربي  .. هل تسمعني  الأن وأنا أصرخ  ..وهل حقا  أصرخ  ؟!

هل ما بداخلي صرخة حقيقية .. هل  أشعر  بإفلاسي  وعدم  استطاعتي  في المضي  في الحياة  قدما  بعيدا عنك  ؟! .. أم أن طبيعتي الفاسدة  .. وتمركزي حول  ذاتي .. ومشغوليات  الحياة اليومية  .. والإعتياد  على العيش  بدونك  .. جعلني  راضية  بما  أنا  فيه  .. وأن  الحياة  لم تتوقف  كما يقول الكثيرين .. وأنني لست بهذا السوء  ..

آه منك  يا نفسي  .. وآه من صلابتك  وغباوتك  .. وانتي تعلمين أنك لألهك خلقت .. وإنتي  قد  ذقتي  يوما  من حلاوته  !

هل لا تدركين أنك أمامه ستقفين  .. ألا تدركين  إن لك الموت  شئتي أم أبيتي  .. آه منك وانتي تعلمين وتدركين  كل هذا  !

آه منك يا نفسي  ..آه منك .. وانتي تائهة في وهمك  .. وانتي  تعافرين  في معركة  خاسرة  !

دعيني أسألك .. لماذا تهربين من خالقك .. هل لأنك  لا تريدين  أن تتجرعي الكأس  .. دعيني  أسألك هل ما إنتي  فيه الان راحة .. حتى لا تريدين التعب ؟!

دعيني أقول لك أنك في نار .. تحفرين لنفسك  ابار لا تضبط  ماء  ..تتصارعين  مع الحياة بمفردك .. وانتي  لا تملكين  أي سلاح  سوى ضعفك  .. وجروحك  الداخلية  .. وأدراكك إنك ضائعة .. تائهة في هذه  الحياة  الواسعة  !

 

ماري شحاتة

31/3/2011